Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 123-175)

Tafsir: Ġarāʾib al-Qurʾān wa-raġāʾib al-furqān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القراءات : { أوعظت } مدغماً : عباس ونصير { خلق الأولين } بفتح الخاء وسكون اللام : ابن كثير وأبو عمرو وسهل ويعقوب ويزيد وعليّ { كذبت ثمود } مثل { بعدت ثمود } [ هود : 95 ] { فارهين } بالألف : ابن عامر وعاصم وحمزة وعليّ وخلف . الوقوف : { المرسلين } ه { تتقون } ه { أمين } ه { وأطيعون } ه { أجر } ه { العالمين } ه { تعبثون } ه لا { تخلدون } ه ج { جبارين } ه { وأطيعون } ه ج { تعلمون } ه ج { وبنين } ه لا { وعيون } ه ج { عظيم } ه ط { الواعظين } ه لا للحتراز عن الابتداء بمقولهم { الأولين } ه لا لذلك { بمعذبين } ه ج { فأهلكناهم } ط { لآية } ط { مؤمنين } ه { الرحيم } ه { المرسلين } ه ط { تتقون } ه { أمين } ه لا { وأطيعون } ه { أجر } ه { العالمين } ه { آمنين } ه لا لتعلق الظرف { وعيون } ه لا { هضيم } ه { فارهين } ه ج للآية مع العطف { وأطيعون } ه ج لذلك { المسرفين } ه لا لأن { الذين } صفتهم { ولا يصلحون } ه { المسحرين } ه ج لانقطاع النظم مع اتحاد المقول { مثلنا } ز { من الصادقين } ه { معلوم } ه ج { عظيم } ه { نادمين } ه لا { العذاب } ط { لآية } ط { مؤمنين } ه { الرحيم } ه { المرسلين } ه لا { ألا تتقون } ه ج { أمين } ه لا { وأطيعون } ه ج { أجر } ج { العالمين } ه ط { من العالمين } ه لا للعطف { من أزواجكم } ه { عادون } ط { المخرجين } ه { القالين } ه { يعملون } ه { أجميعن } ه { الغابرين } ه { الآخرين } ه ج { مطر المنذرين } ه { لآية } ط { مؤمنين } ه { الرحيم } ه . التفسير : القصة الرابعة قصة هود ولنذكر من تفسيرها ما هو غير مكرر . الريع بالكسر وقرئ بالفتح المكان المرتفع ومنه الغلة لارتفاعها . والآية العلم وفي هذا البناء وجوه : فعن ابن عباس أنهم كانوا يبنون بكل موضع مرتفع علماً يعبثون فيه بمن يمر بالطريق إلى هود . وقيل : كانوا يبنون ذلك ليعرف به فخرهم وغناهم فنهوا عنه ونسبوا إلى العبث وقيل : كانوا يقتنون الحمام قاله مجاهد . والمصانع مآخذ الماء . وقيل : القصور المشيدة والحصون . ومعنى { لعلكم تخلدون } ترجون الخلود في الدنيا أو ظلماً وعلواً فوصفوا بكونهم إذ ذاك جبارين . وقيل : الجبار الذي يقتل ويضرب على الغضب . وعن الحسن : اراد أنهم يبادرون العذاب من غير تفكر في العواقب . والحاصل أن اتخاذ الأبنية الرفيعة يدل على حب العلوّ ، واتخاذ المصانع يدل على حب البقاء ، والبطش الشديد يدل على حب التفرد بالعلوّ فكأنهم أحبوا العلوّ وبقاء العلوّ والتفرد بالعلوّ وكل هذه لمن له الصفات الإلهية لا العبدية . ثم بالغ في تنبيههم على نعم الله حيث أجملها بقوله { واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون } إيقاظاً لهم عن سنة الغفلة مستشهداً بعلمهم ثم فصلها بقوله { أمدكم بأنعام } عليها تدور معايشكم { وبنين } بهم يتم أمر حفظها والقيام بها { وجنات } يحصل بها التفكه والتنزه { وعيون } بمائها يكمل النماء . ثم ختم الكلام بتخويفهم تنبيهاً على أنه كما قدر أن يتفضل عليهم بهذه النعم الجسام فهو قادر على العذاب فيكون فيه مزيد حث على التقوى وكمال تنفر عن العصيان . ثم شرع في حكاية جواب القوم وأنهم قالوا : إن وعظه وعدم وعظه بالنسبة إليهم سيان . وإنما لم يقل " أوعظت أم لم تعظ " مع كونه أخصر لأن المراد سواء علينا افعلت هذا الفعل الذي هو الوعظ أو لم تكن من مباشريه وذويه راساً وهذا أبلغ في قلة اعتدادهم بوعظه . منقرأ { خلق الأولين } بفتح الخاء فمعناه أن هذا إلا اختلاق الأولين وأكاذيبهم ، أو ما هذا إلا خلق الأقدمين نحيا ونموت ولا بعث ولا جزاء . والقراءة الأخرى معناها لسنا نحن إلا على دين الأولين من آبائنا ، أو ليس ما نحن عليه من الحياة والموت إلا عادة جارية لا خرق لها ، أو ما هذا الذي جئت به من تلفيق الأكاذيب . إلا عادة مستمرة من المتنبين . ثم أكدوا إنكارهم المعاد بقولهم { وما نحن بمعذبين } فأظهروا بذلك جلادتهم وقوة نفوسهم فأخبر الله تعالى عن إهلاكهم وقد سبقت كيفية ذلك مراراً . القصة الخامسة قصة صالح . قال جار الله : الهمزة في { أتتركون } يجوز أن تكون للإنكار اي لا تتركون مخلدين في الأمن والراحة ولكل نعمة زوال ، ويجوز أن تكون للتقرير أي قد تركتم في أسباب الأمن والفراغ ، أجمل أولاً بقوله { فيما ههنا } أي في الذي استقر في هذا المكان من النعيم ، ثم فسره بقوله { في جنات وعيون } وذكر النخل بعد ذكر الجنات إما تخصيص للجنات بغير النخل ، وإما تخصيص للنخل بالذكر تنبيهاً على فضله ومزيته . وطلع النخلة ما يبدو منها كنصل السيف وقد مر في " الأنعام " . والهضيم اللطيف الضامر من قولهم " كشح هضيم " أراد أنه وهب لهم أجود النخل وألطفه كالبرني مثلاً . وقيل : وصف نخيلهم بالحمل الكثير فإنه إذا كثر الحمل هضم أي لطف . وقيل : الهضيم اللين النضيج كأنه قال : ونخل قد ارطب ثمره . والفراهة الكيس والنشاط ومنه " خيل فرهة " و { فارهين } حال من الناحتين . قال علماء المعاني : جعل الأمر مطاعاً مجاز حكمي وإنما المطاع بالحقيقة هو الآمر . وفي قوله { ولا يصلحون } إشارة إلى أن إفسادهم في الأرض غير مقترن بالإصلاح راساً . والمسحر الذي سحر كثيراً حتى غلب على عقله . وقيل : هو من السحر الرئة . أرادوا أنه بشر ذو سحر وهو ضعيف لأنه يلزم التكرار بقوله : { ما أنت إلا بشر مثلنا } إلا أن يقال : إنه بيان . والشرب النصيب من الماء كالسقي للحظ من السقي . وقرئ بالضم عن قتادة إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله ولهم شرب يوم لا تشرب فيه الماء . سؤال : لم أخذهم العذاب وقد ندموا والندم توبة ؟ جوابه كان ندمهم ندم خوف من العقاب العاجل أو ندموا ندم توبة في غير أوانها وذلك عند عيان العذاب . وقيل : ندموا على ترك عقر ولدها وفيه بعد . واللام في العذاب إشارة إلى عذاب يوم عظيم . القصة السادسة : قصة لوط : أنكر على قومه إتيانهم الذكور من الناس لا الإناث على كثرتهن ، أو أنكر عليهم كونهم مختصين من العالمين بهذه الفاحشة . فقوله : { من العالمين } يعود على الأول إلى المأتي ، وعلى الثاني إلى الآتي . والعالمون على هذا كل ما ينكح من الحيوان ولا شيء من الحيوان يرتكب هذه الفعلة إلا الإنسان . قوله { من أزواجكم } إما بيان لما خلق وإما للتبعيض فيراد بما خلق العضو المباح منهن فلعلهم كانوا يفعلون مثل ذلك بنسائهم . والعادي المتجاوز الحد في ظلم اي { بل أنتم قوم عادون } في جميع المعاصي وهذه واحدة منها ، أو بل أنتم قوم أحقاء بأن تنسبوا إلى العدوان حيث فعلتم هذه الجريمة العظيمة . { قالوا لئن لم تنته يا لوط } عن نهينا { لتكونن } من جملة من أخرجناه من بلدنا ولعلهم كانوا يطردون من خالف أراد أنه كامل في قلاهم عصبية للدين ، أو أنه معدود في زمرة مبغضيهم كما تقول : فلان من العلماء . فيكون أبلغ من قولك " هو عالم " . ثم طلب النجاة من عقوبة عملهم أو سأل العصمة عن مثل عملهم ولقد عصمهم الله { إلا عجوزاً } رضيت بفعلهم وأعانت على ذلك وكانت من أهله بحث الزواج وإن لم تشاركهم في الإيمان . ومعنى { في الغابرين } إلا عجوزاص مقدراً غبورها أي بقاؤها في الهلاك . واللام في { المنذرين } للجنس لتصلح الفاء علة فعل الذم والمخصوص محذوف أي ساء مطر جنس المنذرين مطر أولئك المعهودين والله أعلم .