Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 1-49)
Tafsir: Ġarāʾib al-Qurʾān wa-raġāʾib al-furqān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القراءات : { فكهين } مقصوراً : يزيد { وأتبعناهم } من باب الأفعال : أبو عمرو { وذريتهم } على التوحيد مرفوعاً { ذرياتهم } على الجمع : أبو جعفر ونافع . وقرأ أبو عمرو على الجمع فيهما منصوباً . وقرأ { ذريتهم } ابن عامر وسهل ويعقوب على الجمع أيضاً ولكن برفع الأول . الباقون : على التوحيد فيهما الأول مرفوعاً والثاني منصوباً { ألتناهم } بكسر اللام ثلاثياً . ابن كثير { لؤلؤ } بتليين الهمزة الأولى : شجاع ويزيد وأبو بكر وحماد وحمزة في الوقف كما مر في الحج { أنه هو البر } بفتح الهمزة : أبو جعفر ونافع وعلي { أنا كنا ندعوه } { لأنه } { المسيطرون } بالسين : ابن كثير في رواية . وابن عامر والآخرون : بالصاد . وقرأ حمزة في رواية بإشمام الراء { يصعقون } مبنياً للمفعول : ابن عامر وعاصم { وإدبار النجوم } بالفتح : زيد عن يعقوب . الوقوف : { والطور } ه لا { مسطور } ه لا { منشور } ه لا { المعمور } ه لا { المرفوع } ه لا { المسجور } ه لا { لواقع } ه لا { من دافع } ه لا { موراً } ه لا { سيراً } ط { للمكذبين } ه لا { يلعبون } ه م { دعا } ط لأن التقدير يقال لهم هذه النار { تكذبون } ه { لا تبصرون } ه { تصبروا } ه لاختلاف الجملتين مع اتفاق المعنى { عليكم } ط { تعملون } ه { ونعيم } ه لا { آتاهم ربهم } ج لاحتمال العطف واتضاح وجه الحال أي وقد وقاهم { الجحيم } ه { تعملون } ه لا { مصفوفة } ج { عين } ه { شيء } ه { رهين } ه { يشتهون } ه { ولا تأثيم } ه { مكنون } ه { يتساءلون } ه { مشفقين } ه { السموم } ه ط لمن قرأ { إنه } بالكسر { الرحيم } ه { مجنون } ه لأن " أم " ابتداء استفهام وتوبيخ { المنون } ه { المتربصين } ه ط لما قلنا { طاغون } ه ج لاحتمال ابتداء الاستفهام والجواب بقوله بل { لا يؤمنون } ه ج للآية مع الفاء { صادقين } ه ط { الخالقون } ه ط { والأرض } ج لأن " بل " للإضراب مع العطف { لا يوقنون } ه { المسيطرون } ه ط { فيه } ج لتناهي الاستفهام مع فاء التعقيب { مبين } ه ط { البنون } ه ط { مثقلون } ه { يكتبون } ط { كيداً } ط { المكيدون } ه ط والضابط فيما تقدم أن كلما وصل " أم " فهو للجواب وما قطع فهو بمعنى ألف الاستفهام { غير الله } ط { يشركون } ه { مركوم } ه { يصعقون } ه لا لأن { يوم } بدل ما تقدمه { ينصرون } ه ط { لا يعلمون } ه { تقوم } ه لا { النجوم } ه . التفسير : لما ختم السورة المتقدمة بوقوع اليوم الموعود أقسم على ذلك بالطور وهو الجبل الذي مر ذكره مراراً في قصة موسى . والكتاب المسطور التوراة ظاهراً لأنه هو المناسب للطور . وقيل : اللوح المحفوظ . وقيل : صحيفة الأعمال . والرق الصحيفة أو الجلد الذي يكتب عليه . والمنشور خلاف المطوي كقوله { ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً } [ الإسراء : 13 ] وقيل : هو القرآن ونكر لأنه كتاب مخصوص من بين جنس الكتب { والبيت المعمور } الكعبة أو الضراح في السماء السابعة سمي معموراً لكثرة زواره من الحجاج أو الملائكة { والسقف المرفوع } السماء { والبحر المسجور } المملوء أو الموقد من قوله { وإذا البحار سجرت } [ الأنفطار : 3 ] وقد سبق في " المؤمن " في قوله { ثم في النار يسجرون } [ الآية : 72 ] عن جبير بن مطعم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلمه في الأساري فألفيته في صلاة الفجر يقرأ سورة { والطور } فلما بلغ { إن عذاب ربك لواقع } أسلمت خوفاً من أن ينزل العذاب { يوم تمور } تضطرب وتجيء وتذهب وقد يقال : المور تحرك في تموج كحركة الزئبق ونحوه . قلت : لأهل التأويل أن يقولوا : الطور القوة العقلية ، وكتاب مسطور هي الجلايا القدسية والمعارف الإلهية الثابتة فيها كالحرف في الرق ، والبيت المعمور بيت القلب ، والسقف المرفوع الرأس ، والبحر المسجور الدماغ المملوء من الخيالات والأوهام . { إن عذاب ربك } بالحرمان عن الإكرام لازدحام ظلم الآثام لواقع يوم القيامة الصغرى إذ تمور سماء الأرواح حين قطع العلائق وحيلولة العوائق موراً ، وتسير جبال النفوس الحيوانية الأمارة التي أثقلت ظهر صاحبها لانتهاء سيرانها وانقضاء سلطانها سيراً . والدع الدفع العنيف . قال المفسرون : إن خزنة النار يغلون أيديهم إلى أعناقهم ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم ويدفعونهم إلى النار دفعاً على وجوههم وزجاً في أقفيتهم . والاستفهام في قوله { أفسحر } للتقريع والتهكم ، والفاء مؤكد له أي كنتم تقولون للوحي إنه سحر فهذا أيضاً سحر { أم أنتم لا تبصرون } هذا المخبر عنه في الآخرة كما كنتم لا تصدقون الخبر عنه في الدنيا . وقوله { فاصبروا أو لا تصبروا } كقوله سواء علينا لا تصدقون الخبر عنه في الدنيا . وقوله { فاصبروا أو لا تصبروا } كقوله { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا } [ إبراهيم : 21 ] ثم علل الاستواء بقوله { إنما تجزون } يعني أن الجزاء لا بد من حصوله فلا مزية للصبر على عدمه . قوله { ووقاهم } معطوف على متعلق قوله { في جنات } أي استقروا في جنات ونعيم ووقاهم العذاب . وجوز أن يعطف على { آتاهم } على أن " ما " مصدرية أي فاكهين بالإيتاء والوقاية { كلوا } على إرادة القول أي يقال لهم كلوا { واشربوا } أكلاً وشرباً { هنيئاً } أو طعاماً وشراباً هنيئاً لا تنغيص فيه . وقد مر في أول " النساء " . وجوز جار الله أن يكون صفة في معنى المصدر القائم مقام الفعل أي هنأكم الأكل والشرب بسبب ما عملتم ، أو الباء مزيدة أي هنأكم جزاء ما عملتم . قوله { والذين آمنوا } ظاهره أنه مبتدأ خبره { ألحقنا } قال جار الله : هو معطوف على { حور عين } أي قرناهم بحور عين والذين آمنوا من رفقائهم وجلسائهم وأتبعناهم ذرياتهم كي يجتمع لهم أنواع السرور بملاعبة الحور وبمؤانسة الإخوان المؤمنين وباجتماع أولادهم ونسلهم بهم . وقوله { بإيمان } أي بسبب إيمان عظيم رفيع المحل وهو إيمان الآباء . { ألحقنا } بدرجاتهم { ذريتهم } ويجوز أن يراد إيمان الذرية الداني المحل كما جاء في الحديث " إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه لتقر بهم عينه ثم تلا هذه الآية " { وما ألتناهم } أي وما نقصنا من ثوابهم شيئاً بعطية الأبناء ولا بسبب غيرها ولكن وفرنا عليهم جميع ما ذكرنا تفضلاً وإحساناً . ثم بين أن الجزاء بمقدار العمل فقال { كل امرىء بما كسب رهين } أي مرهون . قال جار الله : كأن نفس العبد رهن عند الله بالعمل الصالح الذي هو مطالب به كما يرهن الرجل عبده بدين عليه . فإن عمل صالحاً فكها وخلصها وإلا أوبقها . وقيل : هذا يعود إلى الكفار . والرهين المرهون المأخوذ المحبس على أمر يؤدي عنه . وقيل : بمعنى راهن وهو المقيم أي كل إنسان مقيم في جزاء ما يقدم . { وأمددناهم } وزدناهم وقتاً بعد وقت { يتنازعون } يتعاطون هم وقرناؤهم { لا لغو فيها } أي لا حديث باطل في أثناء شربها . ونفى اللغو لانتفاء الغول الذي هو من تعاكسيه { ولا تأثيم } أي لا يفعلون ما ينسب صاحبه إلى الإثم لو فعله في دار التكليف ، وإنما يتكلمون بالكلام الحسن المفيد وذلك أنهم حكماء علماء . والغلمان الخدام المختصمون بهم ، واللؤلؤ المكنون المستور في الصدف أو في الدرج وذلك أنه أصفى وأرطب وأثمن . وقيل لقتادة : هذا هو الخادم فكيف المخدوم ؟ فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفس بيده إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " وعنه صلى الله عليه وسلم " إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدامه فيجيب ألف ببابه لبيك لبيك " { يتساءلون } يتحادثون { مشفقين } أرقاء القلوب من خشية الله وعذاب السموم عذاب النار لأنها تدخل المسام ومنه الريح السموم { من قبل } أي في الدنيا { فذكر } فأثبت على ما أنت عليه من التذكير والدعوة العامة { فما أنت بنعمة ربك } أي بسبب حمد الله وإنعامه عليك { بكاهن } كما يزعمون { ولا مجنون } فلعله كان لهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوال ، فبعضهم ينسبونه إلى الكهانة نظراً إلى إخباره عن المغيبات ، وبعضهم يرمونه بالجنون حيث لا يسمعون منه ما يوافق هواهم ويطابق مغزاهم ، وبعضهم يرون أن تأثير كلامه فيهم من باب التخييل لا الإعجاز كما قال { أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون } وهو ما يقلق النفوس ويزعجها من حوادث الدهر ، وقيل : المنون الموت " فعول " من منه إذا قطعه لأن الموت قطوع ولذلك سمي شعوب . وقد قالوا : ننتظر به نوائب الزمان فيهلك كما هلك الشعراء قبله . والأحلام العقول وكانت قريش يدعون أنهم أهل النهي والأحلام . وكون الأحلام أمرتهم مجاز لأدائها إلى تلك الأقوال الفاسدة ، وفيه تقريع وتوبيخ إذ لو كان لهم عقل لميزوا بين الحق والباطل والمعجز وغيره { تقوَّله } اختلقه من تلقاء نفسه { بل لا يؤمنون } جحوداً وعناداً وقد صح عندهم إعجاز القرآن وإلا { فليأتوا بحديث مثله } . ثم وبخهم على إنكار الصانع بقوله { أم خلقوا من غير شيء } من غير خالق { أم هم الخالقون } أنفسهم . وقيل : أخلقوا من أجل لا شيء من جزاء وحساب . والأول أقوى لقوله { أم خلقوا السموات والأرض } ثم احتج عليهم بالأنفس ثم بالآفاق ثم قال { بل لا يوقنون } وذلك أنه حكى عنهم { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله } [ لقمان : 25 ] فتبين أنهم في هذا الاعتراف شاكون إذ لو عرفوه حق معرفته لم يثبتوا له نداً ولم يحسدوا من اختاره للرسالة كما وبخهم عليه بقوله { أم عندهم خزائن ربك } حتى يختاروا للنبوة من أرادوه { أم هم المسيطرون } المسلطون الغالبون حتى يدبروا أمر العالم على حسب مشيئتهم { أم لهم سلم يستمعون } الوحي صاعدين { فيه } إلى السماء عالمين بالمحق والمبطل ومن له العاقبة . والمغرم أن يلتزم الإنسان ما ليس عليه { أم عندهم الغيب } المحفوظ في اللوح { فهم يكتبون } ما فيه من أحوال المبدأ والنبوة والمعاد فيحكمون بحسبها { أم يريدون كيداً } وهو كيدهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الندوة وفي غيرها { فالذين كفروا } اللام لهؤلاء أو للجنس فيشملهم { هم المكيدون } المغلوبون الذين يعود وبال الكيد عليهم فقتلوا ببدر وأظهر الله دين الإسلام . ثم صرح بالمقصود الكلي فوبخهم على إشراكهم ونزه نفسه عن ذلك بقوله { سبحان الله } ثم أجاب عن بعض مقترحهم وهو قولهم { أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً } والمراد أنهم لفرط عنادهم لا يفيد معهم شيء من الدلائل فلو أسقطنا عليهم قطعة من السماء لقالوا هذا سحاب مركوم بعضه فوق بعض . ومعنى يصعقون يموتون وذلك عند النفخة الأولى . قوله { عذاباً دون ذلك } أي قبل يوم القيامة وهو القتل ببدر القحط سبع سنين وعذاب القبر { فأصبر لحكم ربك } بإمهالهم وتبليغ الرسالة { فإنك } محفوظ { بأعيننا } وهو مجاز عن الكلاءة التامة والجمع للتعظيم والمبالغة و { حين تقوم } أي من أي مكان قمت أو من منامك . وإدبار النجوم بالكسر غروبها آخر الليل وهو بالحقيقة تلاشي نورها في ضوء الصبح ، وبالفتح أعقابها . والمعنى مثل ما قلنا . وقيل : التسبيح التهجد . ومن الليل صلاة العشاءين ، وإدبار النجوم صلاة الفجر . أمره بالإقبال على طاعته بعد الفراغ عن دعوة الأمة فليس له شأن إلا هذين .