Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 1-14)
Tafsir: Ġarāʾib al-Qurʾān wa-raġāʾib al-furqān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القراءات : { زاغوا } بالإمالة مثل { زاغ البصر } [ النجم : 17 ] { بعدي } بفتح الياء : أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وحماد وأبو بكر غير ابن غالب { متم نوره } بالإضافة : ابن كثير وحمزة وعلي وخلف وحفص . الآخرون : بالتنوين ونصب { نوره } { تنجيكم } بالتشديد : ابن عامر { أنصاراً } بالتنوين { لله } جاراً ومجروراً : أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو . والباقون : بالإضافة { أنصاري إلى الله } بالفتح كما مر في " آل عمران " . الوقوف : { وما في الأرض } ط { الحكيم } ه ج { تفعلون } ه { تفعلون } ه { مرصوص } ط { إليكم } ط { قلوبهم } ط { الفاسقين } ه { أحمد } ط { مبين } ه { الإسلام } ط { الظالمين } ه { الكافرون } ه { المشركون } ه { أليم } ه ز { وأنفسكم } ط { تعلمون } ه لا لأن قوله { يغفر لكم } جواب { تؤمنون } على أنه خبر في معنى الأمر { عدن } ط { العظيم } ه ج للعطف { تحبونها } ط لحق الحذف أي هي نصر { قريب } ه لانقطاع النظم واختلاف المعنى { المؤمنين } ه { إلى الله } ط { وكفرت طائفة } ه لاتفاق الجملتين مع تخصيص الثانية ببيان حال أحد الفريقين { ظاهرين } ه . التفسير : يروى أن المؤمنين قالوا قبل أن يؤمروا بالقتال : لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملناه فدلهم الله على الجهاد فولوا يوم أحد فعيرهم . وروي أن الله تعالى حين أخبر بثواب شهداء بدر قالوا : لئن لقينا قتالاً إلى الله لنفرغن فيه وسعنا ففرّوا يوم أحد ولم يفوا . وقيل ؛ كان الرجل يقول : قلت ولم يقل وطعنت ولم يطعن فأنزل الله تعالى { لم تقولون } واللام الجاره إذا دخلت على " ما " الاستفهامية أسقطت الألف لكثرة الاستعمال . وقد عرفت مراراً أن خصوص سبب النزول لا ينافي عموم الحكم ، وهذا التفسير يتناول إخلاف كل وعد . وقال الحسن : نزلت في الذين آمنوا بلسانهم لا بقلوبهم . ثم عظم أمر الإخلاف في قلوب المنافقين فقال { كبر } الآية . وفيه أصناف مبالغة من جهة صيغة التعجب والتعجب لا يكون إلا من شيء خارج عن نظائره وأشكاله ، ومن جهة إسناد الفعل إلى { أن تقولوا } ونصب { مقتاً } على التمييز ومن قبل أن المقت أشدّ من البغض أو من وصفه بأنه { عند الله } لأن الممقوت عنده ممقوت عند كل ذي لب . ثم حث على الجهاد بنوع آخر وذلك أنه نسب أوّلاً ترك الجهاد بعد تمنيه إلى المقت ثم نسب الجهاد إلى الحب . وانتصب { صفاً } على المصدر بمعنى الحال . وقوله { كأنهم } مع الأول حالان متداخلان أي صافين أنفسهم أو مصفوفين كأنهم في تراميهم من غير فرجة ولا خلل { بنيان } رص بعضه على بعض أي رص صف . وجوزوا أن يراد صف معنوي وهو اتفاق كلمتهم واستواء نياتهم في الثبات . وعلى الأول استدل بعضهم به على تفضيل القتال راجلاً بناء على أن الفرسان لا يصطفون من غير فرجة ، ثم ذكرهم قصة موسى عليه السلام مع قومه كيلا يفعلوا بنبيهم مثل ما فعل به بنو إسرائيل . تفسير الإيذاء مذكور في آخر " الأحزاب " وسائر أصناف إيذائهم إياه من عبادة العجل وطلب الرؤية والالتماسات المنكرة مشهورة { وقد تعلمون } في موضع الحال . وفائدة " قد " تأكيد العلم لا تقليله وفيه إشارة إلى نهاية جهلهم إذا عكسوا القضية وصنعوا مكان تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم إيذاءه . والزيغ الميل عن الحق والإزاغة الإمالة فكأنهم تسببوا لمزيد الانحراف عن الجادة ، فالطاعة تجر الطاعة والمعصية تجر المعصية . قال بعض العلماء : إنما قال عيسى { يا بني إسرائيل } ولم يقل يا قوم كما قال موسى ، لأنه لا نسب له فيهم . قلت : ممنوع لقوله تعالى في " الأنعام " { ومن ذريته داود } [ الأنعام : 84 ] إلى قوله { وعيسى } [ الآية : 85 ] قال النحويون : قوله { مصدّقاً } و { مبشراً } حالان والعامل فيهما معنى الإرسال في الرسول فلا يجوز أن يكون { إليكم } عاملاً لأنه ظرف لغو . عن كعب أن الحواريين قالوا لعيسى : يا روح الله هل بعدنا من أمة ؟ قال : نعم أمة محمد حكماء علماء أبرار أتقياء كأنهم من الفقه أنبياء يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله منهم باليسير من العمل . قوله { وهو يدعى إلى الإسلام } نظير ما مر من قوله { وقد تعلمون إني رسول الله } ففي كل منهما تعكيس القضية إذ جعل مكان إجابة النبي إلى الإسلام الذي فيه سعادة الدارين افتراء الكذب على الله وهو قولهم للمعجزات هي سحر ، لأن السحر كذب وتمويه ولهذا عرف الكذب بخلاف آخر " العنكبوت " . ثم ذكر غرضهم من الافتراء بقوله { يريدون ليطفؤا } ولهذا خص هذه السورة باللام كأنه قال : يريدون الافتراء لأجل هذه الإرادة كما زيدت اللام في " لا أبالك " لتأكيد معنى الإضافة . وباقي الآيتين سبق تفسيره في " براءة " . وإنما قال ههنا { والله متم نوره } لمكان الفصل بالعلة كأنه قال : يريدون الافتراء لغرض إطفاء نور الله والحال أن الله متم نوره ، وأما هنالك فإنه عطف قوله { ويأبى } على قوله { يريدون } . ثم دل أهل الإيمان على التجارة الرابحة وهي مجاز عن وجدان الثواب على العمل كما قال { إن الله اشترى } [ التوبة : 111 ] إلى قوله { فاستبشروا ببيعكم } [ التوبة : 111 ] قال أهل المعاني : فائدة إيقاع الخبر موقع الأمر هي التنبيه على وجوب الأمر وتأكيده كأنه أمتثل فهو يخبره به كأنه قيل : هل تتجرون بالإيمان ؟ وعن الفراء أن قوله { يغفر لكم } جواب { هل أدلكم } بتأويل أن متعلق الدلالة هو التجارة والتجارة مفسرة بالإيمان والجهاد فكأنه قيل : هل تتجرون بالإيمان والجهاد يغفر لكم { ذلكم } يعني ما ذكر من الإيمان والجهاد { خير لكم } من أموالكم وأنفسكم وهو اعتراض . وقوله { إن كنتم تعلمون } اعتراض زائد على اعتراض ومعناه إن كنتم تعلمون أنه خير لكم كان خيراً لكم لأن نتيجة الخير إنما تحصل بعد اعتقاد كونه خيراً . ثم قال { و } لكم مع هذه النعم الآجلة نعمة { أخرى } عاجلة { تحبونها } وهي فتح مكة كما قال { وأثابكم فتحاً قريباً } [ الفتح : 18 ] وعن الحسن : هو فتح فارس والروم . قال في الكشاف : في قوله { تحبونها } شيء من التوبيخ على محبة العاجلة . وعندي أنه سبحانه رتب أمرين على أمرين : المغفرة وإدخال الجنة على الإيمان ، والنصر والفتح على الجهاد ، ومحبة النصر من الله والفتح القريب لا تقتضي التوبيخ وإنما ذلك مطلوب كل ذي لب ودين . وقال في قوله { وبشر } إنه معطوف على { تؤمنون } لأنه بمعنى الأمر . والأظهر عند علماء المعاني أنه معطوف على " قل " مقدراً قل يا أيها الذين آمنوا يؤيد تقدير قل . قوله { هل أدلكم } فإن نسبة هذا الاستفهام إلى رسوله أولى من نسبته إلى الله سبحانه على ما لا يخفى . قوله { كونوا أنصار الله } أي أعوان دينه { كما قال عيسى ابن مريم للحوارين } أي أصفيائه وقد مر ذكرهم في " آل عمران " { من أنصاري } متوجهاً { إلى } نصرة دين { الله } قال أهل البيان : فيه تشبيه كونهم أنصاراً بقول عيسى وإنه لا يصح على الظاهر لأن الكون يشبه بالكون لا القول ، فوجهه أن يحمل التشبيه على المعنى وبيانه أن كون الحواريين أنصار الله يعرف من سياق الآية بعدها وهو قول الحواريين { نحن أنصار الله } وارد بطريق الاستئناف كأن سائلاً سأل : فماذا قال الحواريون حينئذ ؟ فأجيب بما أجيب . وقولهم لا يخالف كونهم فيعود معنى الآية إلى قول القائل : كونوا أنصار الله مثل كون الحواريين أنصار عيسى وقت قوله { من أنصاري } على أن " ما " مصدرية والمصدر يستعمل مقام الظرف اتساعاً كقولك " جئتك قدوم الحاج " و " خفوق النجم " أي وقت القدوم والخفوق والسر في العدول عن العبارة الواضحة إلة العبارة الموجودة هو أن سوق الكلام بطريق الكناية حيث جعل المشبه به لازم ما هو المشبه به أبلغ من التصريح ، وأن بناء الكلام على السؤال والجواب أوكد ، وأن المجاز وهو استفادة كونهم من قولهم أبلغ من الحقيقة ، ولعل في الآية أسراراً آخر لم نطلع عليها . ومعنى { ظاهرين } غالبين . عن زيد بن علي : كان ظهورهم بالحجة .