Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 1-2)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قولُه عزَّ وجلَّ : { الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } المراد بـــ { ٱلْكِتَـٰبِ } : القُرآن ، و { ٱلْحَكِيمِ } : بمعنى مُحْكَم ، ويمكن أنْ يكون : « حكيم » بمعنى ذِي حِكْمة ، فهو على النَّسب . وقوله عز وجل : { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا … } الآية : قال ابن عباس وغيره : سبب هذه الآية ٱستبعادُ قُرَيْش أَنْ يبعث اللَّه بشراً رسولاً ، والقَدَمُ هنا مَا قُدِّم ، وٱختُلف في المراد بها هٰهنا ، فقال ابنُ عبَّاس ومجاهد والضحاك وغيرهم : هي الأعمال الصَّالحات من العبادات . وقال الحسن بن أبي الحسن وقتادة : هي شَفَاعة محمَّد صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن عباس أيضاً وغيره : هي السعادةُ السَّابقة لهم في اللَّوْح المحفوظ ، وهذا أليق الأقْوَالِ بالآية ؛ ومن هذه اللفظة قَوْلُ حَسَّان رضي اللَّه عنه : [ الطويل ] @ لَنَا القَدَمُ العُلْيَا إِلَيْكَ وَخَلْفَنَا لأَوَّلِنَا في طَاعَةِ اللَّهِ تَابعُ @@ ومن هذه اللفظة قوله صلى الله عليه وسلم : « حَتَّى يَضَعَ الجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَهُ » أيْ ما قَدَّمَ لها ، هذا على أن الجبَّار ٱسْمُ اللَّه تعالى ، و « الصِّدْق » هنا بمعنى الصَّلاح ، وقال البخاريُّ : قال زَيْدُ بن أسْلَمَ : { قَدَمَ صِدْقٍ } مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم . انتهى . وقولهم : { إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ مُّبِينٌ } : إِنما هو بسبب أَنَّه فَرَّق بذلك كلمتهم ، وحَالَ بين القريب وقريبه ؛ فأشبه ذلك ما يفعله السَّاحر في ظَنِّهم القاصِرِ ؛ فَسَمَّوْه سحراً .