Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 107, Ayat: 1-7)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله سبحانه : { أَرَءَيْتَ ٱلَّذِى يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } الآية ، توقيفٌ وتنبيهٌ لِتَتَذكَّرَ نَفْسُ السامعِ كلَّ من تعرفُه بهذه الصفةِ ، والدينُ : الجزاءُ . ودعُّ اليتيِمِ : دَفْعُه بعُنْفٍ ؛ إمَّا عن إطعامهِ والإحْسَانِ إليه ، وإما عن حقِّه ومالِه ، وهو أشد ، ويُرْوَى أَن هذهِ الآيةَ نزلتْ في بعضِ المُضْطَرِبِينَ في الإسلام بمكةَ ، لم يُحَقِّقُوا فيه ، وفُتِنُوا فَافْتَتَنُوا ، وربَّمَا كَانَ يصلى بعضُهم أحياناً مع المسلمينَ مدافعَةً وحَيْرَةً ، فقال تعالى فيهم : { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ } الآية ، ونقل الثعلبي عن ابن عباس وغيره ؛ أنَّ الآيةَ نزلتْ في العاصِ بن وائلٍ ، انتهى ، وقال السهيليّ : قال أهل التفسير : نَزَلَ أولُ السورةِ بمكةَ في أبي جهلٍ ، وهو الذي يكذِّبُ بالدينِ ، ونزل آخرُها بالمدينةِ في عبد اللَّه بن أُبَيِّ بن سلولٍ وأصحابه ، وهم الذين يُرَاؤُونَ ويَمْنَعُونَ الماعون ، انتهى ، " قال سعد بن أبي وقاصٍ : سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن { ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـٰتِهِمْ سَاهُونَ } ، فَقَالَ : « همُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَهَا عَنْ وَقْتِها » " ، يريدُ ـــ واللَّه أعلم ـــ تَأْخِيرَ تَرْكٍ وإهْمَالٍ ، وإلَىٰ هذَا نَحَا مجاهدٌ ، وقَالَ عطاء بن يَسَارٍ : الحمدُ للَّهِ الَّذِي قَال : { عَن صَلَـٰتِهِمْ } وَلَمْ يَقُلْ : في صَلاَتِهِمْ . وقوله تعالى : { ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ } بيانُ أنَّ صلاةَ هؤلاءِ لَيْسَتْ للَّهِ تعالى بإيمانٍ ، وإنَّمَا هي رياءٌ للبشر ، فلاَ قَبُولَ لها . وقوله تعالى : { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } وصفٌ لهم بِقِلَّةِ النفعِ لعبادِ اللَّهِ ، وتلكَ شَرُّ خِصْلَةٍ ، وقال عليٌّ وابن عمر : { ٱلْمَاعُونَ } : الزكاة ، وقَالَ ابنُ مسعودٍ وابن عباس وجماعة : هُو مَا يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ كَالفَأْسِ ، والدَّلْوِ ، والآنِيَةِ ، والمقَصِّ ؛ ونحوه ، وسُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم : " مَا الشَّيْءُ الَّذِي لاَ يَحِلُّ مَنْعُهُ فَقَالَ : المَاءُ وَالنَّارُ ، والمِلْحُ " ، ورَوَتْهُ عَائِشَةُ ـــ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـــ ، وفي بَعْضِ الطُّرُقِ زيادَة الإبْرَةِ ، والخَمِيرِ ، قال البخاريُّ : المَاعُونُ : المعروفُ كلُّه ، وقال بعضُ العربِ : الماعونُ : الماءُ ، وقال عكرمةُ : أعلاه الزكاةُ المفروضةُ ، وأدناه عَارِيَّة المَتَاعِ ، انتهى .