Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 109, Ayat: 1-6)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
رُوِيَ في سَبَبِ نزولِ هذه السورةِ ؛ عن ابن عباس وغيرِه أن جماعةً من صناديدِ قريشٍ قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : دَعْ مَا أَنْتَ فيه ونَحْنُ نُمَوِّلُكَ ، ونُمَلِّكُكَ عَلَيْنَا ، وإن لم تفعلْ هذا فلتعبدْ آلهتَنا ، ونَعْبُدُ إلٰهَكَ ، حتى نشتركَ ؛ فَحَيْثُ كَانَ الخيرُ نِلْنَاه جميعاً ، وَرُوِيَ : أنَّ هذه الجماعةَ المذكورةُ هم : الوليد بن المغيرة ، والعاصي بن وائل ، وأمية بن خلف ، وأُبيُّ بن خلف ، وأبو جهل ، وأبناءُ الحجاج ، ونظراؤهم ممن لم يُكْتَبْ له الإسلام ، وحُتِّمَ بشقاوَتِه ، فأخبرَهم صلى الله عليه وسلم عن أمْرِ اللَّه ـــ عز وجل ـــ أنه لا يعبدُ ما يعبدونَ وأنهم غيرُ عابدِي ما يَعْبُدُ ، ولما كان قوله : { لاَ أَعْبُدُ } محتملاً أَن يُرَادَ بهِ الآنَ وَيَبْقَى المستأنَفُ منتظَراً ، ما يكونُ فيه من عبادتهِ ، جاء البيانُ بقوله : { وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ } أي : أبداً ، ثمَّ جاء قوله : { وَلاَ أَنتُمْ عَـٰبِدُونَ مَا أَعْبُدُ } الثاني حَتْماً عليهمْ أنَّهم لاَ يؤمِنُونَ به أبداً ، كالَّذِي كَشَفَ الغيبَ ، ثم زَادَ الأمْرَ بياناً وتَبَرِّياً منهم قولهُ : { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ } وقَالَ بعضُ العلماءِ : في هذِه الألْفَاظِ مُهَادَنَةٌ ما ؛ وهِيَ مَنْسُوخَةٌ .