Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 1-2)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { الۤمۤر تِلْكَ آيَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ وَٱلَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ } : قال ابن عباس : هذه الحروفُ هي مِنْ قوله : « أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ وَأَرَى » . وقوله سبحانه : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ … } الاية : قال جمهور النَّاس : لاَ عَمَدَ للسَّمٰوات ألبتَّة ، وهذا هو الحَق و « العمدُ » : اسم جَمْعٍ . قوله سبحانه : { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } : « ثم » ؛ هنا : لعطفِ الجُمَلِ ، لا للترتيبِ ؛ لأن ٱلاستواء على العَرْش قبل رَفْعِ السمٰوات ، ففي الصحيحِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالأَرْضَ " وقد تقدَّم القول في هذا ، وفي معنى ٱلاستواء . * ت * : والمعتَقَدُ في هذا : أنه سبحانَهُ مستو على العرشِ على الوَجْهِ الذي قاله ، وبالمعنَى الذي أراده ٱستواءً منزَّهاً عن المماسَّة وٱلاستقرارِ والتمكُّن والحلولِ وٱلانتقالِ ، لا يحملُهُ العَرْش ، بل العرشُ وَحَمَلَتُهُ محمُولُون بلُطْفِ قُدْرته ، ومَقْهُورون في قَبْضته ، كان اللَّه ولا شيءَ معه ، كان سبَحَانه قَبْلَ أَنْ يخلق المَكَانَ والزمَانَ ، وهو الآنَ على ما عليه كان . وقوله سبحانه : { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } : تنبيهٌ على القُدْرة ، وفي ضِمْن الشمسِ والقَمَر الكواكِبُ ، ولذلك قال : { كُلٌّ يَجْرِي } أي : كلُّ ما هو في معنى الشَّمْسِ والقَمَرِ ، و « الأجلُ المسمَّى » : هو ٱنقضاء الدنيا ، وفسادُ هذه البنْيَةِ . { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } : معناه : يُبْرمه وينفذه ، وعبَّر بالتدبير ، تقريباً للأفهام ، وقال مجاهد : { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } : معناه يقضيه وحْدَهُ . و { لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } : أي : توقنون بالبَعْثِ .