Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 105-106)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إِنَّمَا يَفْتَرِي ٱلْكَذِبَ } : بمعنى : إنما يكْذِبُ ، وهذه مقاومةٌ للذين قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : { إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ } [ النحل : 101 ، ومَنْ في قوله { مَن كَفَرَ } بدلٌ مِنْ قوله : { ٱلْكَـٰذِبُونَ } ، فروي : أن قوله سبحانه : { وَأُوْلَٰـئِكَ هُمُ ٱلْكَـٰذِبُونَ } يراد به مِقْيَسُ بنُ ضَبَابَةَ وأشباهه ممَّن كان آمن ، ثم ٱرتدَّ بٱختياره مِنْ غيرِ إِكراه . وقوله سبحانه : { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ } ، أي : كبلالٍ وَعمَّارِ بنِ يَاسِرٍ وأمِّهِ وخَبَّابٍ وصُهَيْبٍ وأشباههم ؛ ممَّن كان يُؤْذَى في اللَّه سبحانه ، فربَّما سامَحَ بعضُهم بما أراد الكَفَّارُ من القَوْل ؛ لِمَا أصابه من تَعْذيبِ الكفرة ، فيروىٰ : أنَّ عَمَّار بْنَ ياسِرٍ فعَلَ ذلك ، فٱستثناه الله في هذه الآية ، وبقيَّة الرخْصَةِ عامَّة في الأمرْ بَعْده ، " ويروى أن عمَّار بنَ ياسِرٍ شكَا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما صُنعَ به مِنَ العذاب ، وما سَامَحَ به من القولِ ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم : « كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ » قالَ : أَجدُهُ مُطْمِئَناً بالإِيمَانِ ، قَالَ : « فأجِبْهُمْ بِلِسَانِكَ ؛ فإِنَّهُ لا يَضُرُّكَ ، وإِن عادُوا فَعُدْ » " . وقوله سبحانه : { وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا } معناه : ٱنبسَطَ إلى الكفر بٱختياره . * ت * : وقد ذكر * ع * هنا نَبَذاً من مسائِلِ الإِكراه ، تركْتُ ذلك خشية التطويل ، وإن محلُّ بسطها كُتُبُ الفقْهِ .