Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 48-51)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله سبحانه : { ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ … } الآية : حكى الطبري أنها نزلَتْ في الوليدِ بْنِ المُغِيرة وأصحابه . وقوله سبحانه : { فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } ، أي : إلى إِفساد أمرك وإِطفاء نورك ، وقولهم : { أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰماً وَرُفَـٰتاً } الآية في إِنكارهم البَعْثَ ، وهذا منهم تعجُّب وإنكار وٱستبعاد و « الرُّفَاتُ » من الأشياء : ما مَرَّ عليه الزمانُ حتى بلغ غايةَ البِلَى ، وقربه مِنْ حالة التُّرَابَ . وقال ابن عباس : { رُفَاتاً } غباراً وقال مجاهد : تُرَاباً ، وقوله سبحانه : { قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً … } الآية : المعنى : قل لهم ، يا محمَّد ، كونوا إِن استطعتم هذه الأشياءَ الصَّعبة الممتَنِعَةَ التأتِّي لا بُدَّ من بعثكم ، ثم احتَجَّ عليهم سبحانه في الإعادة بالفِطْرة الأولى من حيثُ خلقُهم وٱختراعُهم من تُرَاب . وقوله سبحانه : { فَسَيُنْغِضُونَ } معناه يرفعون ويُخْفِضُون ، يريد على جهة التكذيب والاستهزاء . قال الزَّجَّاج : وهو تحريك مَنْ يبطل الشيء ويَسْتَبْطِئُهُ ومنه قول الشاعر : [ الرجز ] @ أَنْغَضَ نَحْوِي رَأْسَهُ وَأَقْنَعَا كَأَنَّمَا أَبْصَرَ شَيْئاً أَطْمَعَا @@ ويقال : أَنْغَضَتِ السِّنُّ ؛ إِذا تحرَّكَتْ ، قال الطبري وابنُ سَلاَّمٍ : { عَسَى } من اللَّه واجبةٌ ، فالمعنى : هو قريبٌ ، وفي ضمن اللفْظِ توَّعد .