Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 96-98)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } روي أن من تقدَّم الآن ذكرهم من قريش ، قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم في آخر قولهم : فَلْتَجِىءْ مَعَكَ بطائفةٍ من الملائكة تَشْهَدُ لك بِصِدْقك في نبوَّتك ، وروي أنهم قالوا : فمن يشهدُ لك ؟ ففي ذلك نزلَتِ الآية ، أي : اللَّه يشهد بيني وبينكم ، ثم أخبر سبحانه ؛ أنه يحشرهم على الوُجُوه حقيقةً ، وفي هذا المعنى حديثٌ ، " قيل : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ يَمْشِي الكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ ؟ قال : أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ في الدُّنْيَا عَلَى رِجْلَيْنِ قَادِراً عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ في الآخِرَةِ عَلَى وَجهِهِ ؟ " قال قتادة : بَلَى ، وَعِزَّةِ رَبِّنا . * ت * : وهذا الحديثُ قد خرَّجه الترمذيُّ من طريق أبي هريرة ، قال : قال رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَة عَلَى ثَلاَثَةِ أَصْنَافٍ : رُكْبَاناً ، ومُشَاةً ، وعَلَى وُجُوهِهِم … " الحديثَ ، وقوله : { كُلَّمَا خَبَتْ } أي : كلما فرغَتْ من إِحراقهم ، فسكن اللهيبُ القائمُ عليهم قَدْرَ ما يعادون ، ثم يثورُ ، فتلك زيادة السعير ، قاله ابن عَبَّاس . قال * ع * : فالزيادة في حيِّزهم ، وأما جهنَّم ، فعلى حالها من الشدَّة ، لا فتور ، وخَبَتِ النارُ ، معناه : سَكَن اللهيبُ ، والجَمْرُ على حاله ، وخَمَدَتْ معناه ، سكَن الجَمْر وضَعُف ، وهَمَدَتْ معناه : طُفِئت جملةً . وقوله سبحانه : { ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِـآيَـٰتِنَا … } الآية : الإِشارة بـــ { ذَٰلِكَ } إِلى الوعيد المتقدِّم بجهنم .