Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 168-170)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالَىٰ : { يَٰـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلأَرْضِ حَلَـٰلاً طَيِّباً … } الآية : الخطابُ عامٌّ ، و « ما » بمعنى « الَّذِي » ، « وحَلاَلاً » : حال من الضمير العائد علَىٰ « مَا » ، و « طَيِّباً » : نعتٌ ، ويصح أن يكون حالاً من الضمير في « كُلُواْ » ، تقديره : مستطيبِينَ ، والطَّيِّبُ عند مالك : الحلال ؛ فهو هنا تأكيدٌ لاختلاف اللفظِ ، وهو عند الشافعيِّ : المستَلَذُّ ، ولذلك يمنع أكل الحيوان القَذِرِ . قال الفَخْر : الحلالُ هو المباحُ الذي انحلَّتْ عقدة الحَظْر عنه ، وأصله من الحَلِّ الذي هو نقيضُ العَقْد . انتهى . و { خُطُوَٰتِ } : جمع خطوةٍ ، والمعنى : النهْيُ عن اتباع الشيطان ، وسلوكِ سبله ، وطرائقه . قال ابن عَبَّاس : خطواته : أَعماله ، وقال غيره : آثاره . * ع * : وكلُّ ما عدا السنَنَ والشرائعَ من البِدَعِ والمعاصِي ، فهي خطواتُ الشيطان . وعَدُوّ : يقع للمفرد والمثنَّىٰ والجمع . { إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِٱلسُّوءِ وَٱلْفَحْشَآءِ … } الآيةَ : « إِنما » ههنا : للحصر ، وأمر الشيطان : إما بقوله في زَمَن الكهنة ، وإِما بوَسْوسته . و { ٱلسُّوءِ } : مصدرٌ من : سَاءَ يَسُوءُ ، وهي المعاصِي ، وما تسوء عاقبته ، { وَٱلْفَحْشَاءِ } : قيل : الزنا ، وقيل : ما تفاحَشَ ذكره ، وأصل الفُحْش : قُبْحِ المنظر ، ثم ٱستعملتِ اللفظة فيما يستقبحُ ، والشَّرْعُ : هو الذي يُحَسِّنُ ويُقَبِّحُ ، فكُّل ما نهتْ عنه الشريعةُ ، فهو من الفحشاء . و { مَا لاَ تَعْلَمُونَ } : قال الطبري : يريد : ما حرموا من البَحِيرة ، والسِّائبة ، ونحوها ، وجعلوه شرعاً . { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ } ، يعني : كفَّارَ العرب ، وقال ابن عبَّاس : نزلَتْ في اليهود ، والألفُ في قوله سبحانه : { أَوَلَوْ كَانَ } : للاستفهامِ ؛ لأن غاية الفساد في الاِلتزامِ ؛ أنْ يقولوا : نتبع آباءنا ، ولو كانوا لا يعقلون ، فقُرِّرُوا على التزامهم هذا ؛ إذ هذه حال آبائهم . وقوةُ ألفاظ هذه الآية تُعطِي إِبْطَال التقليد ، وأجمعتِ الأمَّة على إِبطاله في العقَائدِ .