Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 111-111)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ } معناه : ذلّت ، وخضعت ، والعَانِي : الأسِير ؛ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في أمر النساء : « هن عوان عندكم » وهذه حالةُ النَّاس يومَ القيامة . قال * ص * : وَعَنَتْ : من عَنَا يَعْنُو : ذَلَّ ، وخَضَعَ ؛ قال أُمَيَّةُ ٱبنُ أبي الصَّلْت : [ الطَّويل ] @ مَلَيكٌ عَلَىٰ عَرْشِ السَّمَاءِ مُهَيْمِنٌ لِعِزَّتِهِ تَعْنُو الْوُجُوهُ وَتَسْجُدُ @@ انتهى . * ت * : وأحادِيثُ الشفاعة قَدِ ٱستفاضَتْ ، وبلغت حَدَّ التواتر ، ومن أعظمها شفاعة أرْحم الراحمين سبحانه وتعالى ففي « صحيح مُسْلم » ، من حديث أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ قال : فيقولُ اللّه عز وجل : " شَفَعَتِ المَلاَئِكةُ ، وشَفَعَ النَّبِيُّونَ ، وشَفَعَ المُؤْمِنُونَ ، وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ ، فَيَخْرُجُ مِنْهَا قَوْماً لَمْ يَعْمَلُوا خَيْراً قَطُّ ، قَدْ عَادُوا حُمَماً ، فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهْرِ فِي أَفْوَاهِ الجَنَّةِ " وفيه : " فيخْرُجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ ، فِي رِقَابِهِمُ الخَوَاتِمُ ، يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الجَنَّةِ هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ اللّهِ الَّذِينَ أدْخَلَهُمُ الجَنَّةِ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمَلُوهُ ، وَلاَ خَيرٍ قَدَّمُوهُ … " الحديث ، وخرج أبو القاسم إسحاقُ ، بنُ إبراهيم الختلي بسنده عن ٱبنِ عباسٍ ، قال : قال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم : " إذَا فرغ اللّهُ تعالى مِنَ القَضَاءِ بين خَلْقِه ، أخرج كِتَاباً من تحت العَرْشِ ؛ أَنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ، وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، قَالَ : فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ مِثْلَ أَهْلِ الجَنَّةِ ، أَوْ قَالَ : مِثْلَيْ أَهْلِ الجَنَّةِ ، قَالَ : وَأَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ : مِثْلَيْ أَهْلِ الجَنَّةِ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ أعْيُنِهِمْ : عُتَقَاءُ اللّهِ " انتهى من « التذكرة » . { وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } ، معنى خاب : لم ينجَحْ ، ولا ظفر بمطلُوبه ، والظلمُ يَعمُّ الشِّركَ والمَعاصِي ، وخيبةُ كلّ حاملٍ بقدْرِ ما حمل مِنَ الظُّلْم .