Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 115-117)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله عز وجل : { وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ … } الآية ، العهدُ هنا بمعنى الوصِيّة ، والشيءُ الّذي عهد إلى آدم عليه السلام هو أَلاَّ يقرَبَ الشجرة . * ت * : قال عِياضٌ : وأما قوله تعالى : { وعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ } [ طه : 121 ] أي : جهل ، فإنّ الله تعالى أخبر بعذره بقوله : { ولَقَدْ عَهدْنَا إلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } قيل : نسي ، ولم ينو المخالفة ؛ فلذلك قال تعالى : { وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } ، أيْ : قصداً للمخالفة . * ت * : وقيل : غير هذا مما لا أرى ذكره هنا ، ولِلَّه دَرُّ ٱبْنِ العَربيّ حيثُ قال : يجبُ تنْزِيه الأنْبياء عليهم الصلاة والسلام عما نَسَبَ إليهم الجهالُ . ولكن البَارِي سبحانه بحُكْمه النافذ ، وقَضَائِه السابق أسلم آدم إلى الأكل من الشجرة متعمِّداً للأكل ، ناسِياً للعهد ، فقال في تعمده : { وَعَصَى آدَمَ } وقال في بيان عُذْرهُ : { ولَقَدْ عَهِدْنَا إلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ } فَمُتَعَلِّق العهد غيرُ متعلِّق النسيان ، وجاز للمولى أن يقول في عبده لحقه : عَصَىٰ تَثْرِيباً ، ويعودُ عليه بفضله فيقول : نَسِيَ تقريباً ، ولا يجوز لأحد مِنّا أن يطلق ذلك على آدمَ ، أو يذكره إلاَّ في تلاَوة القرآن أو قول النبيّ صلى الله عليه وسلم . انتهى . من « الأحكام » .