Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 39-50)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ … } الآية : حُذِفَ جوابُ « لو » ؛ إيجازاً لدلالة الكلامِ عليه ، وتقديرُ المحذوف : لما استعجلوا ، ونحوه ، وذَكَرَ الوجوهَ ؛ لشرفها من الإنسانِ ، ثم ذَكَرَ الظهورَ ؛ ليُبَيِّنَ عُمُومَ النَّارِ لجميع أَبْدَانِهِمْ ، والضميرُ في قوله : { بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً } : للسَّاعَةِ التي تُصَيِّرُهُم إلى العذاب ، ويُحْتَمَلُ أَنْ يكونَ للنار ، و { يُنظَرُونَ } معناهُ : يُؤخَّرُنَ ، و { حَاقَ } معناه : حَلَّ ونزل ، و { يَكْلَؤْكُم } ، أي : يَحْفَظُكُمْ . وقوله سبحانه : { وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ } يحْتَمِلُ تَأْوِيلَيْنِ : أحدهما : يجارون ويمنعون . والآخر : ولا هم مِنَّا يُصْحَبُون بخيرٍ وتَزْكِيَةٍ ونحو هذا . وقوله سبحانه : { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا … } الآية { نَأْتِي ٱلأَرْضَ } معناه : بالقُدْرَة ، ونقصُّ الأَرْض : إمَّا أنْ يُرِيدَ بتخريبِ ٱلْمَعْمُورِ ، وإمَّا بموتِ البَشَرِ . وقال قوم : النَّقْصُ من الأَطْرَاف : موتُ العلماءِ ، ثم خاطب سبحانه نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم مُتَوَعِّداً لِهَؤلاءِ الكَفَرَةِ بقوله : { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ … } الآية ، والنَّفْحَةُ : الخَطْرَةُ والمَسَّةُ ، والمعنى : ولئن مَسَّتْهُمْ صَدْمَةَ عذابٍ لَيَنْدَمُنَّ ، ولَيُقِرُّنَّ بظلمهم ، وباقي الآية بَيِّنٌ . وقال الثعلبي : { نَفْحَة } ، أي : طَرَفٌ ؛ قاله ابن عباسٌ ، انتهى . وقوله سبحانه : { لِيَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } قال أبو حيان : اللام للظرفية بمعنى « في » انتهى . قال القرطبي في « تذكرته » : قال العلماء : إذا انقضى الحسابُ كان بعدَه وَزْنُ الأَعمالِ ؛ لأَنَّ الوَزْنَ للجزاءِ ، فينبغي أَنْ يكونَ بعد المُحَاسبَةِ ، واخْتُلِفَ في الميزانِ والحَوْضِ : أَيُّهُمَا قَبْلَ الآخرِ ، قال أبو الحسن القابسيُّ : والصحيحُ أَنَّ الحوضَ قبل الميزانِ ، وذهب صاحِبُ « القوت » وغيرُه إلى : أنَّ حَوْضَ النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو بَعْدَ الصِّرَاط . قال القرطبي : والصحيح : « أنَّ للنبي صلى الله عليه وسلم حَوْضَيْنِ ، وكلاهما يُسَمَّى كَوْثَراً ، وأَنَّ الحَوْضَ الذي ذَادُ عنه مَنْ بَدَّلَ وغَيَّرَ يكونُ في المَوْقِفِ قبل الصراط ، وكذا حِيَاضُ الأنبياءِ - عليهم الصلاة والسلام - تكونُ في الموقف ؛ على ما وَرَدَ في ذلك من الأخبار » انتهى . والفُرْقَانُ الذي أُوتي موسى وهارونُ قيل : التوراةُ ، وهي الضِّيَاءُ والذِّكْرُ . وقالت فرقة : الفُرقَان : هو ما رَزَقَهُمَا اللَّهُ تعالى من نَصْرٍ وظُهُورٍ على فرعونَ وغيرِ ذلك ، والضِّيَاءُ : التوراةُ ، والذِّكْرُ : بمعنى التذكرة . وقولُه سبحانه : { وهذا ذكرٌ مبارك } يعني : القرآن ، ثم وَقَفَهُم سبحانه ؛ تقريراً وتوبيخاً : هل يَصِحُّ لهم إنكارُ بَرَكَتِهِ وما فيه من الدعاءِ إلى اللَّه تعالى وإلى صالح العمل ؟ .