Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 57-58)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَـٰمَكُمْ … } الآية . رُوِيَ : أَنَّهُ حَضَرَهُم عِيدٌ لهم ، فعزم قومٌ منهم على إبراهيمَ في حُضُورِهِ ؛ طمعاً منهم أَنْ يَسْتَحْسِنَ شيئاً من أحوالهم ، فَمَشَى معهم ، فلما كان في الطريق ثَنَى عَزْمَه على التَّخَلُّفِ عنهم ، فقعد ، وقال لهم : إني سقيم ، فَمرَّ به جُمْهُورهُم ، ثم قال في خلوةٍ من نفسه : { وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَـٰمَكُمْ } فَسَمِعَهُ قومٌ من ضَعَفَتِهِم مِمَّنْ كان يسيرُ في آخِرِ الناس . وقوله : { بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ } معناه : إلى عِيدِكُمْ ، ثم انصرف إبراهيمُ عليه السلام إلَى بيت أصنامِهِم فدخله ، ومعه قدُومٌ ، فوجد الأَصنامَ قد وُقِّفَتْ ، أكْبَرُهَا أَوَّلٌ ، ثم الذي يليه فالذي يليه ، وقد جعلوا أَطْعِمَتَهُم في ذلك اليوم بين يدي الأَصنام ؛ تبركاً لينصرفوا من ذلك العيد إلى أَكْلِهِ ، فجعل عليه السلامُ يقَطِّعُهَا بتلك القدومِ ، ويُهَشمُهَا حتى أَفسد أَشكالها ، حاشا الكبيرَ ؛ فإنَّهُ تَرَكَهُ بحالِهِ وعَلَّقَ القدومَ في يَدِهِ ، وخرج عنها ، و { جُذَاذاً } : معناه : قطَعاً صِغَاراً ، والجَذُّ : القَطْعُ ، والضميرُ في { إِلَيه } أَظْهَرُ ما فيه أَنَّهُ عائِدٌ على إبراهيم ، أي : فَعَلَ هذا كُلّهُ ؛ ترجِّياً منه أَنْ يَعْقُبَ ذلك منهم رَجْعَةٌ إليه وإلى شَرْعِهِ ، ويُحْتَمَلُ أَنْ يعودَ على كبيرهم .