Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 58-62)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُواْ أَوْ مَاتُواْ … } الآية , ابتداءُ معنى آخرُ ؛ وذلك أَنَّهُ لما مات عثمانُ بن مظعون ، وأبو سلمة بن عبد الأسد قال بعض الناس : مَنْ قُتِلَ من المهاجرين أَفْضَلُ مِمَّنْ ماتَ حَتْفَ أنفه . فنزلت هذه الآية مُسَوِّيَةً بينهم في أنَّ اللّه تعالى يرزقُ جميعهم رِزْقاً حسناً ، وليس هذا بقاضٍ بتساويهم في الفضل ، وظاهِرُ الشريعة أَنَّ المقتول أفضل ، وقد قال بعض الناس : المقتول والميت في سبيل اللّه شهيدَانِ ، ولكن للمقتول مَزِيَّةُ ما أصابه في ذات اللّه ، والرزق الحسن يحتمل : أن يريد به رزق الشهداءِ عند ربهم في البرزخ ، ويحتمل أن يريد بعد يوم القيامة في الجنة ، وقرأت فرقة : « مُدْخَلاً » - بضم الميم - ؛ من أدخل ؛ فهو محمولٌ على الفعل المذكور ، وقرأت فرقة : « مَدْخَلاً » بفتح الميم ؛ من دخل ؛ فهو محمول على فعل مُقَدَّرٍ تقديره : فَيَدْخُلُونَ مَدْخَلاً ، ثم أخبر سبحانه عَمَّنْ عاقب من المؤمنين مَنْ ظلمه من الكفرة ، وَوَعَدَ المَبْغِيَّ عليه بأنه ينصره ، وذلك أن هذه الآية نزلت في قوم من المؤمنين لقيهم كُفَّارٌ في الأشهر الحُرْم ؛ فأبى المؤمنون من قتالهم ، وأبى المشركون إلاَّ القتال ، فلمَّا اقتتلوا ، جَدَّ المؤمنون ونصرهم اللّه تعالى ؛ فنزلت الآية فيهم ، وجَعَلَ تقصيرَ الليلِ وزيادَة النهار وعكسهما إيلاجاً ؛ تجوُّزاً وتشبيهاً ، وباقي الآية بيّن .