Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 75-77)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { ٱللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ ٱلنَّاسِ … } الآية : نزلت بسبب قول الوليد بن المُغِيرَةِ : { أَأُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذكرُ مِن بَيْنِنَا } [ ص : 8 ] . * ص * : أبو البقاء : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ } أي : رسلاً ، انتهى ، ثم أمر سبحانه بعبادته وخَصَّ الركوعَ والسجودَ بالذكر ؛ تشريفاً للصلاة ، واختلف الناسُ : هل في هذه الآية سجدة أم لا ؟ . قال ابنُ العربيّ في « أحكامه » : قوله تعالى : { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱرْكَعُواْ وَٱسْجُدُواْ } تَقَبَّلَهَا قوم على أَنَّها سجدةُ تلاوة ؛ فسجدوها . وقال آخرون : هو سجود الصلاة فقصروه عليه ، ورأى عمرُ وابنُه عبدُ اللّه رضي اللّه عنهما : أنها سجدةُ تلاوة ، وإنِّي لأَسجُدُها وأراها كذلك ؛ لما رَوَى ابنُ وهب ، وغيره عن مالك ، وغيره ، انتهى . وقوله سبحانه : { وَٱفْعَلُواْ ٱلْخَيْرَ } نَدْبٌ فيما عدا الواجبات . قلت : وهذه الآية الكريمةَ عَامَّةٌ في أنواع الخيرات ، ومن أعظمها الرأفةُ والشفقة على خَلْقِ اللّه ، ومُوَاساةُ الفقراء وأهلِ الحاجة ، وقد روى أبو داود والترمذيُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِماً ثَوْباً عَلَى عُرْيٍ ، كَسَاهُ اللّهُ مِنْ خُضْرِ الجَنَّةِ ، ، وأَيُّما مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مُسْلِماً عَلَى جُوعٍ ، أَطْعَمَهُ اللّهُ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ ، وأَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَىٰ مُسْلِماً عَلَى ظَمَإٍ ، سَقَاهُ اللّهُ مِنْ الرَّحِيقِ المَخْتُوم " انتهى . وروى علي بن عبد العزيز البغوي في « المسند المُنْتَخَب » عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِماً ثَوْباً ، كَانَ فِي حِفْظِ اللّهِ مَا بَقِيَتْ عَلَيْهِ مِنْهُ رُقْعَةٌ " وروى ابن أبي شيبة في « مسنده » عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال : " أَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ ظَلَّ فِيهُمُ ٱمْرُؤٌ جَائِعاً ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللّهِ " انتهى . من « الكوكب الدري » .