Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 52-55)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقولُهُ سبحانه : { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون } قال الغزاليُّ في « المنهاج » : التقوى في القرآن تُطْلَقُ على ثلاثة أشياء : أحدها بمعنى الخشية والهيبة ؛ قال اللّه عز وجل : { وَإِيَّـٰيَ فَٱتَّقُونِ } [ البقرة : 41 ] . وقال سبحانه : { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ } [ البقرة : 281 ] . والثاني : بمعنى الطاعة والعبادة ؛ قال تعالى : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } [ آل عمران : 102 ] . قال ابن عباس : أطيعوا اللّه حَقَّ طاعته ، وقال مجاهد : هو أَنْ يُطَاعَ فلا يُعْصَى ، وأنْ يُذْكَرَ فلا يُنْسَى ، وأنْ يُشْكَرَ فلا يُكْفَرَ . والثالث : بمعنى تنزيه القلب عن الذنوب ، وهذه هي الحقيقة في التقوى دون الأَولَيَيْنِ ؛ أَلا ترى أَنَّ اللّه تعالى يقول : { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون } ذَكَرَ الطاعة والخشية ثم ذكر التقوى ، فعلمتَ أنَّ حقيقة التقوى معنى سوى الطاعةِ والخشيةِ ، وهي تنزيهُ القلب عن الذنوب ، انتهى . وقوله تعالى : { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَـٰنِهِمْ … } الآية : جهد اليمين : بلوغُ الغاية في تعقيدها ، و { لَيَخْرُجُنَّ } معناه : إلى الغزو ، وهذه في المنافقين الذين تولوا حين دُعُوا إلى اللّه ورسوله . وقوله تعالى : { قُل لاَّ تُقْسِمُواْ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } يحتمل معاني : أحدها : النهي عن القَسَمِ الكاذب ؛ إذ قد عُرِفَ أَنَّ طاعتهم دغلة فكأنه يقول : لا تغالطوا فقد عُرِفَ ما أَنْتُمْ عليه . والثاني : أَنَّ المعنى : لا تتكلَّفُوا القَسَمَ ؛ فطاعة معروفة على قدر الاستطاعة أَمْثَلُ وأجدر بكم ، وفي هذا التأويل إبقاءٌ عليهم ، وقيل غير هذا . وقوله : { تَوَلَّوْاْ } معناه : تتولوا ، والذي حمل النبي صلى الله عليه وسلم هو التبليغ ، والذي حمل الناس هو السمعُ والطاعة واتباع الحق ، وباقي الآية بَيِّنٌ .