Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 4-6)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني : قريشاً { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ إِفْكٌ ٱفْتَرَٰهُ } : محمد ، { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ } تقدمت الإشارة إلى ذلك في سورة النحل ، ثم أكذبهم اللّه تعالى ، وأخبر أَنَّهم ما جاؤوا إلاَّ إثماً وزوراً ، أي : ما قالوا إلاَّ باطلاً وبُهْتَاناً ؛ قال البخاريُّ : { تُمْلَىٰ عَلَيْهِ } تقرأ عليه ؛ من أمليت وأمللت ، انتهى . ثم أمر تعالى نَبِيُّه عليه السلام أنْ يقول : إنَّ الذي أنزله هو الذي يعلم سِرَّ جميع الأشياء التي في السموات والأرض ، وعبارة الشيخ العارف باللّه ، سيدي عبد اللّه بن أبي جمرة ( رضي اللّه عنه ) : ولما كان المرادُ مِنَّا بمُقْتَضَى الحكمة الرَّبَانِيَّةِ العبادَةُ ودوامُهَا ؛ ولذلك خُلِقْنَا كما ذكر مولانا سبحانه في الآية الكريمة ، يعني : { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } الآية [ الذاريات : 56 ] . وهو عز وجل غَنِيٌّ عن عبادتنا وعن كل شيء ؛ لكن الحكمة اقتضته لأَمرٍ لا يعلمه إلاَّ هو ؛ كما قال اللّه عز وجل : { ٱلََّذِي يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي : الذي يعلم الحكمةَ في خلقها وكذلك في خَلْقِنَا وخَلْقِ جميعِ المخلوقات ، انتهى .