Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 62-63)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفِةً } أي : هذا يَخْلُفُ هذا ، وهذا يخلف هذا ، قال مجاهد وغيره : { لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ } أي : يعتبر بالمصنوعات ويشكرَ اللّه تعالى على آلائه ، وقال عمر وابن عباس والحسن : معناه : لمن أراد أَنْ يَذْكُرَ ما فاته من الخير والصلاة ونحوه في أحدهما فيستدركه في الذي يليه ، وقرأ حمزة وحده : « يذْكُرُ » بسكون الذال وضم الكاف ، ثم لما قال تعالى : { لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً } جاء بصفات عباده الذين هم أهل التذكرة والشكور . وقوله : { ٱلَّذِين يَمْشُونَ } . خبر مبتدإ ، والمعنى : وعباده حَقُّ عباده هم الذين يمشون . وقوله : { يَمْشُونَ عَلَى ٱلأَرْضِ } عبارة عن عيشهم ومُدَّةِ حياتهم وَتَصَرُّفَاتِهم ، و { هَوناً } بمعنى أَنَّ أمرهم كله هَيِّنُ ، أي : ليِّنٌ حسن ؛ قال مجاهد : بالحلم والوقار . وقال ابن عباس بالطاعة والعَفَاف والتواضع ، وقال الحسن : حُلَمَاءُ ، إنْ جُهلَ عليهم لم يجهلوا . قال الثعلبيُّ : قال الحسن : يمشون حلماء علماء مثلَ الأنبياء ، لا يؤذون الذَّرَّ في سكونٍ وتواضع وخشوع ، وهو ضدُّ المُخْتَالُ الفخور الذي يختال في مشيه ، اهــ . قال عياض في صفة نَبِيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم : يخطو تكفُّؤاً ، ويمشي هوناً ، كأنَّما ينحطُّ من صبب ، انتهى من « الشفا » . قال أبو حيان : { هَوناً } : نعت لمصدر محذوف ، أي : مشياً هوناً ، أول حال ، أي : هَيِّنِينَ ، انتهى ، وروى الترمذيُّ عن ابن مسعود أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ ؟ عَلَىٰ كُلِّ قَرِيبٍ ، هَيِّنٍ ، سَهْلٍ " ، قال أَبو عيسَىٰ : هذا حديث حسن ، انتهى . { وَإِذا خَاطَبَهُمُ ٱلْجَـٰهِلُونَ قَالُوا سَلَـٰماً } العامل في { سلاماً } { قالوا } ، والمعنى : قالوا هذا اللفظ ، وقال مجاهد : معنى { سلاماً } : قولاً سداداً ، أي : يقول للجاهل كلاماً يدفعه به برفقٍ ولينٍ ، وهذه الآية كانت قبل آية السيف فَنُسِخَ منها ما يَخُصُّ الكَفَرَةَ ، وَبَقِيَ أَدبها في المسلمين إلى يوم القيامة ، قال صاحب « الحكم الفارقية » : إذا نازعك إنسان فلا تجبه ؛ فإنَّ الكلمة الأولى أُنْثَى واجباتُها فحلها ، فإنْ أمسكت عنها بترتها وقطعت نسلها ، وإنْ أجبتها ألقحتها ، فكم من نسل مذمومٍ يتولد بينهما في ساعة واحدة ، انتهى .