Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 128-145)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقول هود عليه السلام لقومه : { أَتَبْنُونَ } هو على جهة التوبيخ ، والرِّيعُ : المرتفع من الأرض وله في كلام العرب شواهد ، وعَبَّرَ المفسرون عن الريع بعبارات ، وجملة ذلك أنَّهُ المكان المشرف ، وهو الذي يتنافس البشر في مبانيه ، والآية : البنيان ؛ قال ابن عباس : آية علم . وقال مجاهد : أبراج الحمام ، وقيل : القصور الطوال ، والمصانع جمع مصنع وهو ما صُنِعَ وَأُتْقِنَ في بنيانه من قصر مَشِيدٍ ونحوه ، قال البخاريُّ : كل بناء مصنعة ، انتهى . وقوله : { لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } أي : كأنكم تخلدون وكذا نقله البخاريُّ عن ابن عباس غيرَ مسند ، انتهى . والبطشُ : الأخذ بسرعة ، والجبار : المُتَكَبِّرُ ، ثم ذكَّرهم عليه السلام بأياد اللّه تعالى فيما منحهم ، وحَذَّرهم من عذابه ، فكانت مراجعتهم أنْ سووا بين وعظه وتركه الوعظ ، وقرأ نافع وغيره : « خُلُقُ الأَوَّلِينَ » - بضم اللام - فالإشارة بهذا إلى دينهم ، أي ما هذا الذي نحن عليه إلاَّ خُلُقُ الناس وعادتهم ، وقرأ ابن كثير وغيره : « خُلْقُ » بسكون اللام ، فيحتمل المعنى : ما هذا الذي تزعمه إلا أخلاق الأولين من الكَذَبَةِ ؛ فأنت على منهاجهم ، وروى عَلْقَمَةُ عن ابن مسعود , : إلاَّ اختلاق الأَوَّلِينَ .