Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 212-217)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ } أي : لأَنَّ السماء محروسة بالشُّهُبِ الجارية إثرَ الشياطين ، ثم وَصَّى تعالى نبيه بالثبوت على التوحيد والمراد : أُمَّتُهُ فقال : { فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً ءَاخَرَ … } الآية . وقوله تعالى : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ … } الآية : وفي « صحيح البخاريِّ » وغيره عن ابن عباس : لما نزلت هذه الآيةُ خرج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّىٰ صَعِدَ الصَّفَا ، فَهَتَفَ : " يَا صَبَاحَاهُ ، فَقَالُوا : مَنْ هَذَا ؟ فَاجْتَمَعُوا إلَيْهِ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتُمْ إنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً تَخْرُجُ مِنْ سَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِباً ، قَالَ : فَإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " الحديث ، وَخَصَّ بإنذاره عشيرته ؛ لأَنَّهم مَظَنَّةَ الطواعية ، وإذ يمكنه من الإغلاظ عليهم ما لا يحتمله غيرهم ، ولأَنَّ الإنسان غير مُتَّهَمٍ على عشيرته ، والعشيرة : قرابة الرجل ، وخفض الجناح : استعارة معناه : لِينُ الكلمة ، وبسط الوجه ، والبِرُّ ، والضمير في { عَصَوْكَ } عائد على عشيرته ، ثم أمر تعالى نبيه عليه السلام بالتوكل عليه في كل أموره ، ثم جاء بالصفات التي تؤنس المتوكل وهي العزة والرحمة .