Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 45-53)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَـٰلِحاً … } الآية ، تمثيلٌ لقريشٍ ، و { فَرِيقَانِ } : يريد بهما مَنْ آمنَ بصالِح . وَمَنْ كفَر به . واختصامهُم هُو تنازُعُهم . وقد ذكر تعالى ذلك في سورة الأعراف ، ثم إن صالحاً ـــ عليه السلام ـــ ترفَّق بِقَوْمِهِ وَوَقَفَهم على خطأهم في استعجالهم العذابَ ؛ قبل الرحمة . أو المعصيةَ للَّهِ قبلَ الطاعةِ ، ثم أجابو بقولهم : { ٱطَّيَّرْنَا بِكَ } أي : تَشَاءَمْنَا بكَ . و { تِسْعَةُ رَهْطٍ } هُمْ رجالٌ كانوا من أوجُهِ القوْمَ وأعْتَاهُمْ ؛ وهم أصحاب قدار ، والمدينةُ مُجْتَمَعُ ثمودَ وقَرْيَتِهُم . وقوله تعالى : { تَقَاسَمُواْ } . قال الجمهور : هو فعل أمر ، أشَار بعضُهم على بعضٍ بأن يَتحَالَفُوا على هذا الفعل بصالح ، وحكَى الطبريُّ أَنه يجوز أن يكونَ تقاسموا فِعْلاً ماضِياً في موضعِ الحالِ ، كأنه قال : متقاسِمينَ أو متحالفِين باللّه لَنُبَيِّتَنَّهُ وأهلَه ، وتؤيِّدِه قراءةُ عبد اللّه : « ولا يصلحون تقاسموا » بإسقاطِ « قالوا » . قال * ع * : وهذه الألفاظُ الدالةُ على قَسَمِ تجاوب باللام ، وإن لم يتقدمْ قَسَمٌ ظاهرٌ ، فاللامُ في { لَنُبَيِّتَنَّهُ } : جوابُ القَسَمِ . ورُوِيَ في قصصِ هذهِ الآيةِ أَن هؤلاءِ التسعة ؛ لمَّا كانَ فِي صَدْرِ الثلاثة الأيام . بعد عَقْرِ النَّاقَةِ وَقَدَ أخبرَهُمْ صالحٌ بمجيء العذابِ ، اتفق هؤلاءِ التسعةُ فَتَحَالَفُوا على أن يأتوا دارَ صالحٍ ليلاً فيقتلوه وأهلَه المُخْتَصِّينَ به ، قالوا فإن كان كاذباً في وعيدِهِ أوقعناه به ما يستحقُّ ، وإن كانَ صادقاً كنَّا قَدْ عَجَّلْنَاه قبلَنا وشَفَيْنَا بهِ نُفُوسَنَا ، فجاءوا واخْتَفَوْا لذلك في غارٍ قريبٍ من داره ، فرُوِيَ أنَّه انْحَدَرَتْ عليهِم صَخْرَةٌ شَدَخَتْهُم جميعاً ورُوِيَ أنَّها طَبَّقَتْ عليهمُ الغَارَ فَهَلَكوا فيه حينَ هَلَكَ قَوْمُهُمْ ، وكلُّ فَريقٍ لا يَعلم بِما جَرَى على الآخِرَ ، وقَدْ كانوا على جحودِ الأمر من قرابةِ صالحٍ ، ويعني بالأهل كلَّ مَنْ آمنَ بهِ ؛ قاله الحسن . وقوله سبحانه : { وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } قال ابن العربيّ الحاتميّ : المكرُ إرداف النِّهمِ مع المخالفةِ وإبقاءِ الحالِ معَ سُوءِ الأدَب ، انتهى من شرحه لألفاظ الصوفية . والتدميرُ : الهلاكُ و { خَاوِيَة } مَعْنَاهُ : قَفْرا ، وهذه البيوتُ المشارُ إليهَا هِي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم عَامَ تَبُوكَ : " لاَ تَدْخَلُوا بُيُوتَ المُعَذَّبِينَ إلاَّ أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ " الحديثُ في « صحيحِ مُسْلِمٍ » وغيره .