Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 69-71)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَدَّت طَّائِفَةٌ مّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ } ، قال مَكِّيٌّ : قِيلَ : إن هذه الآية عُنِيَ بها قُرَيْظَةُ ، والنَّضِيرُ ، وبَنُو قَيْنُقَاع ، ونَصَارَىٰ نَجْرَانَ . * ص * : قوله تعالى : { وَدَّت طَّائِفَةٌ } : وَدَّ : بمعنَىٰ تَمَنَّىٰ ، ويستعملُ معها : « أَنْ ، ولَوْ » ، ورُبَّمَا جمع بينهما نَحْوُ : « وَدِدتُّ أَنْ لَوْ فَعَلَ » ، ومصدره الوَدَادَةُ ، والاسْم منه الوُدُّ ، وبمعنى : أَحَبَّ ، فيتعدَّىٰ كتَعَدِّي أَحَبَّ ، ومصدره : مَوَدَّة ، والاسم منه وُدٌّ ، وقد يتداخَلاَنِ في الاسم والمصدر اهـــ . وقوله تعالى : { وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ } : إعلامٌ بأن سوء فعلهم عائدٌ عليهم ، وأنهم ببعدهم عن الإسلام هم الضالُّون ، ثم أَعْلَمَ تعالَىٰ ؛ أنهم لا يشعُرُونَ بذلك ، أي : لا يتفطَّنون ، ثم وقفهم تعالَىٰ موبِّخاً لهم علَىٰ لسان نبيِّه ، والمعنَىٰ : قُلْ لهم ، يا محمَّدُ : لأيِّ سببٍ تكفرون بآياتِ اللَّه التي هي آياتُ القرآن ، وأنتم تَشْهَدُونَ ؛ أنَّ أمره وَصِفَةَ محمَّد في كتابكم ؛ قال هذا المعنَىٰ قتادةُ وغيره . ويحتملُ أنْ يريد بالآياتِ ما ظَهَرَ علَىٰ يده صلى الله عليه وسلم من المعجزات . قُلْتُ : ويحتملُ الجميع من الآيات المتلوَّة والمعجزات التي شَاهَدُوها منه صلى الله عليه وسلم . وقال * ص * : { وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } : جملةٌ حاليَّةٌ ، ومفعول « تَشْهَدُونَ » : محذوفٌ ، أي : أنها آيات اللَّه ، أو ما يدلُّ على صحَّتها من كتابكم ، أوْ بمثلها من آيات الأنبياء . اهـــ . وقوله : { لِمَ تَلْبِسُونَ } : معناه : تَخْلِطُونَ : تَقُولُ : لَبَسْتُ الأَمْرَ ؛ بفتح الباءِ : بمعنى خَلَطْتُهُ ؛ ومنه قوله تعالى : { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } [ الأنعام : 9 ] . وفي قوله : { وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } توقيفٌ علَى العنادِ ظاهرٌ . وباقى الآية تقدَّم بيانه في « سورة البقرة » .