Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 1-6)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزَّ وجل : { الۤـمۤ * تِلْكَ ءَايَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ ٱلْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ } : خصَّه للمحسنين من حيثُ لهم نفْعه ، وإلا فهو هدًى في نفسه . وقوله تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ } رُوِيَ : أن الآيةَ نَزَلَتْ فِي شأن رجلٍ من قريش ؛ اشترى جاريةً مغنيةً ؛ لِتغنِّي له بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : إنه ابن خطل . وقيل : نَزَلَتْ في النضر بن الحارث وقيل غيرُ هذا والذي يترجح أن الآية نَزَلَتْ في لَهْوِ حَدِيثٍ . مُضَافٍ إلى كُفْر ؛ فلذلك اشتدت ألفاظ الآية ، و { لهو الحديث } كل ما يُلهى من غناءٍ وخِناء . ونحوه ، والآيةُ باقيةُ المعْنَى في الأَمة غَابِرَ الدهرِ ؛ لكنْ ليسَ ليضلوا عن سبيل اللّه ، ولا ليتخذوا آياتِ اللّه هزواً ، ولا عليهم هذا الوعيد ؛ بل ليعطلوا عبادةً ، ويقطعوا زمناً بمكروه . قال ابن العربي في « أحكامه » : ورَوَى ابن وهبٍ عن مالكٍ عن محمدِ بن المنكدرِ : أنَّ اللّه تعالى يقول يوم القيامة : أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان ؛ أدخلوهم في أرض المسك ، ثم يقول اللّه تعالى للملائكة : أسمعوهم ثنائي وحمدي ؛ وأخبروهم أن لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون . انتهى .