Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 51-54)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله ـــ تعالى ـــ : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ … } الآية . قَالَ الحَسَنُ بن أبِي الحَسَنِ : ذَلِكَ فِي الكُفَّارِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنَ القُبُورِ فِي القِيَامَةِ . قال * ع * : وَهُوَ أرْجَحُ الأَقْوَالِ هُمَا ، وَأَمَّا مَعْنَىٰ الآيَةِ فَهُوَ التَّعَجُّبُ مِنْ حَالِهِمْ إذَا فَزِعُوا مِنْ أخْذِ اللّهِ إيَّاهُمْ وَلَمْ يَتَمَكَّنْ لَهُمْ أَنْ يَفُوتَ مِنْهُمْ أَحَد { وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } ، أي : أنَّ الأَخْذَ يَجِيئُهُمْ مِنْ قُرْبٍ فِي طُمَأْنِينَتِهِمْ وَبعَقِبِهَا ، بَيْنَمَا الكَافِرُ يُؤَمَّلُ ويُتَرَجَّى إذْ غَشِيَهُ الأَخْذُ ، وَمَنْ غَشِيَهُ أُخِذَ مِنْ قَرِيبٍ ؛ فَلاَ حِيلةَ لَهُ وَلاَ رَوِيَّةَ ، و { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ } الضَّمِيرُ في { بِهِ } عَائِدٌ عَلى اللّهِ ـــ تعالى ـــ ، وَقِيلَ : عَلى محمدٍ وَشَرْعِه والقُرْآنِ وَقَرَأَ نَافِعٌ وَعَامَّةُ القُرّاءَ : « التناوش » دُونَ هَمْزٍ وَمَعْنَاهُ التَّنَاوُلِ ، مِن قَوْلِهِمْ نَاشَ يَنُوشُ إذَا تَنَاوَلَ ، وَعِبَارَةَ الوَاحِدِيِّ { وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ } أي : كَيْفَ يَتَنَاوَلُونَ التَّوْبَةَ وَقَدْ بَعُدَتْ عَنْهُمْ . انتهى . وقَرَأ أبُو عمرو وحمزة والكسائي : « التناؤش » بِالهَمْزِ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ تَفْسِيرُه كَالْقِرَاءَةِ الأَولَى ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الطَّلَبِ ؛ تَقُولُ : انْتَأَشْتُ الخَيْرَ إذَا طَلَبْته مِنْ بُعْدٍ . * ت * : وَقَالَ البُخَارِيُّ : التَّنَاوُشُ الرَّدُّ مِنَ الآخِرَة إلَى الدُّنْيَا ، انتهى . { وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ } أي : يَرْجُمُوْنَ بِظُنُونِهِمْ وَيَرْمُوْنَ بِهَا الرَّسُولَ وَكِتَابَ اللّهِ ، وَذَلِكَ غَيْبٌ عَنْهُمْ فِي قَوْلِهِمْ سِحْرٌ وَافْتِرَاءٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ ، قَالَه مُجَاهِدٌ ، وَقَالَ قَتَادَةُ : قَدْفُهُمْ بِالْغَيْبِ هُوَ قَوْلُهُمْ لاَ بَعَثٌ وَلاَ جَنَّةٌ وَلا نَارٌ . وَقَوْلُهُ سُبْحَانَه : { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } . قَالَ الحَسَنُ : مَعْنَاهُ مِنَ الإيمَانِ وَالتَّوْبَةِ وَالرُّجُوعِ إلَى الإنَابَةِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَذَلِكَ أنَّهُمْ اشْتَهَوْهُ فِي وَقْتٍ لاَ تَنْفَعُ فِيهِ التَّوْبَةُ وَقَالَهُ أَيْضاً قَتَادَةَ ؛ وَقَالَ مُجَاهِدُ : مَعْنَاه : وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ نَعِيمٍ الدُّنْيَا . وَقِيلَ : مَعَناهُ حِيلَ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ الجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا كَمَا فُعِلَ بَأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ ، والأَشْيَاعُ الفِرَقُ المُتَشَابِهَةُ ، أَشْيَاعُ هَؤُلاَءِهُمُ الكَفَرَةُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ . * ص * : قَالَ أَبُو حِيَّانٍ : و { مُّرِيبٍ } اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَرَابَ ، أي : أتى بِرَيْبَةٍ وَأَرْبَتُهُ وَأَوْقَعَتْهُ فِي رَيْبَةِ ، وَنسْبَةُ الإرَابَةِ إلَى الشَّكِّ مَجَازٌ . قَالَ * ع * : والشَّكُّ المُرِيبُ أَقْوَى مَا يَكُونُ مِنَ الشَّكِّ وَأَشَدُّهُ إظْلاَماً ، انتهى .