Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 1-4)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِي أَجْنِحَةٍ … } الآية { رُسُلاً } مَعْنَاهُ : بِالْوَحْيِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَوَامِرِهِ سُبْحَانَهُ ، كَجُبْرِيلَ وَمِيكائيل رسلٌ ، وَالمَلاَئكَةُ المُتَعَاقِبُونَ رُسُلٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ ، و { مَثْنَىٰ وَثَلَـٰثَ وَرُبَـٰعَ } أَلْفَاظٌ مَعْدُولَةٌ عَنْ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ وَثَلاَثَةً وَأَرْبَعَةً أَرْبَعَةً , عُدِلَتْ فِي حَالَةِ التَنْكيِرِ فَتَعَرَّفَتْ بِالْعَدْلِ فَهِيَ لاَ تَنْصَرِفُ لِلْعَدْلِ وَالتَّعْرِيفِ ، وَقِيلَ : لِلْعَدْلِ وَالصِّفَةِ ، وَفَائِدَةُ العَدْلِ الدِّلاَلَةُ عَلَى التَّكْرَارِ لأَنَّ مَثْنَى بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ : اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ . قَالَ قَتَادَةَ : إنَّ أَنْوَاعَ المَلاَئِكَةِ هُمُ هَكَذَا مِنْهَا مَا لَه جَنَاحَانِ ؛ وَمِنْهَا مَالَه ثَلاَثَةٌ ، وَمِنْهَا مَا لَهُ أَرْبَعَةٌ ، وَيَشُذُّ مِنْها مَا لَهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ، وَرُوِيَ : أَنَّ لِجِبْرِيلَ ـــ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـــ سِتَّ مِائَةَ جَنَاحٍ مِنْهَا اثْنَانِ يَبْلُغَانِ مِنَ المَشْرِقِ إلَى المَغْرِبِ . وَقَوْلُه تَعَالَى : { يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَاءُ } تَقْرِيرُ لِمَا يَقَعُ فِي النُّفُوسِ مِنَ التَّعَجُّبِ عِنْدَ الخَبَرِ بِالمَلاَئِكَةِ أُولِي الأَجْنِحَةِ ، أي : لَيْسَ هَذَا بِبِدْعِ فِي قُدْرَةِ اللّهِ تَعَالَى ، فَإنَّهُ يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَاءُ ؟ وَرُوِيَ عَنْ الحَسَنِ وَٱبْنِ شِهَابٍ أَنَّهُمَا قَالاَ : المَزِيِدُ هُوَ حُسْنُ الصَّوْتِ ، قَالَ الهَيْثَمُ الفَارِسِيُّ : رَأَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ فَقَالَ لِي : أَنْتَ الهَيْثَمُ الَّذِي تُزَيِّنُ القُرْآنَ بِصَوْتِكَ جَزَاكَ اللّهُ خَيْراً . وَقِيلَ : مِنَ الأَقْوَالِ فِي الزِّيَادَةِ غَيْرَ هَذَا وَذَلِكَ عَلَى جِهَة المِثَالِ لاَ أَنَّ المَقْصِدَ هِيَ فَقَطْ . وَقَوْلهُ تَعَالَى : { مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ } { ما } شَرْطٌ و { يُفْتَحْ } مَجْزُومٌ بِالشَّرْطِ . وقوله : { مِن رَّحْمَةِ } عَامٌ فِي كُلِّ خَيْرٍ يُعْطِيهِ اللّهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ . وَقَوْلُه : { مِن بَعْدِهِ } فيه حَذْفٌ مُضَافٍ ، أي : مِنْ بَعْدِ إمْسَاكِهِ وَمِنْ هَذِهِ الآيةِ سَمَّتِ الصُّوفِيَّةُ مَا تُعْطَاهُ مِنَ الأَمْوَالِ وَالمَطَاعِمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ « الفُتُوحَاتِ » .