Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 36-41)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ } هذه الآية تؤيد التأوِيلَ الأوَّل مِن أنَّ الثَلاَثَةَ الأصْنَافِ هي كلها في الجنة ، لأن ذِكْرَ الكافرين أُفْرِدَ ها هنا . وقوله : { لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ } أي لا يُجْهَزُ عليهم . وقولهم : { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا } أي : يقولون هذه المقالة فيقال لهم على جهة التوبيخ : { أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ } الآية . واخْتُلِفَ في المدة التي هي حَدُّ للتذكر ، فقال الحسن بن أبي الحسن : البلوغُ ، يريد أنه أول حال التذكر . وقال ابن عباس أربعون سنة ؛ وهذا قول حسن ؛ ورويت فيه آثارُ . ورُوِيَ أن العبدَ إذا بلغ أربعينَ سنةً ولم يتب ؛ مسح الشيطانُ على وجهه ، وقال : بأبي وجهٌ لا يفلح ، وقيل : الستين وفيه حديث . * ت * : وفي البخاري : من بلغ ستين سنة فقد أَعْذَرَ اللّه إليه ؛ لقوله : { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ } يعني : الشيب . ثم أسْنَد عن أبي هريرةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أَعْذَرَ اللَّهُ ٱمْرَأً أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّىٰ بَلَغَ سِتِّين سنةٍ " انتهى . و { ٱلنَّذِيرُ } في قول الجمهور : الأنبياء . قال الطبري : وقيل : النذيرُ : الشيبُ ، وهذا أيضاً قول حَسَنٌ . وقوله : { فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } أي وَبَالُ كفرِه و « المقت » : ٱحتقارُك الإنسَانَ مِن أجْلِ مَعْصِيَتهِ ، والخَسَارُ : مُصَدَرُ خَسِرَ يَخْسَرُ ، و { أَرَءَيْتُم } ، تتنزل عند سيبويه منزلةَ أخبروني ، ولذلك لا تحتاج إلى مفعولين ، والرؤية في قوله { أَرُونِي } رؤيةُ بَصر . * ت * : قال ابن هشام : قوله { مِنَ ٱلأَرْضِ } ، « من » : مرادفة « في » . ثم قال : والظاهرَ أنَّها لبيان الجِنْسِ ، مثلها : { مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ } [ البقرة : 106 ] الآية . انتهى . ثم أضْرَبَ سبحانه عنهم بقوله : { بَلْ إِن يَعِدُ } أي : بل إنما يعدون أنفسهم غروراً . وقوله : { أَن تَزُولاَ } أي : لئلا تزولا , ومعنى الزوال هنا : التنقلُ من مكانها ، والسُّقُوطُ من عُلُوَّهَا . وعن ابن مسعودٍ أن السَّماءَ لا تدورُ وإنما تَجْرِي فيها الكواكبُ . وقوله تعالى : { وَلَئِن زَالَتَا } قيل : أراد يوم القيامة . وقوله تعالى : { إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ } أي : من بعد تركه الإمساك . قال * ص * : { إِن أَمْسَكَهُمَا } : أن : نافية بمعنى ، ما وأمسَك : جواب القسم المقدَّرِ قبل اللام الموطئة في { لَئِنْ } ، وهو بمعنى : يمسك ؛ لدخول أن الشرطية ؛ كقوله تعالى : { وَلَئِنْ أَتَيْتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ بِكُلِّ ءَايَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ } [ البقرة : 145 ] أي : ما يتبعون وكقوله : { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا } [ الروم : 51 ] إلى قَوْلِهِ : { لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ } [ الروم : 51 ] أي : لَيَظُلْونَ ، وحذف جواب إن في هذه المواضع لدلالةِ جوابِ القَسَمِ عليه . وقوله : { مِنْ إِحْدَى } { مِن } : زائدة لتأكيد الاستغراق انتهى .