Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 77-82)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَـٰقِينَ } قال ابن عبَّاسٍ وقتادة : أهْلُ الأرضِ كلُّهُمْ من ذريةِ نوحٍ ، وقالت فرقة : إنَّ اللَّه تعالى أَبْقَى ذريةَ نُوحٍ وَمَدَّ نَسْلَه ، وليسَ الأمْرُ بأَنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا انْحَصَرُوا إلى نَسْلِهِ ، بَلْ في الأُمَمِ مَنْ لاَ يَرْجِعُ إليْه ، والأول أشْهَرُ عَنْ عُلَماءِ الأمَّة ، وقالوا : نوحٌ هو آدم الأصغر ، قال السُّهَيْلِيُّ : ذُكِرَ عَنْ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، أنه قال في قوله ـــ عز وجل ـــ : { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَـٰقِينَ } : [ إنَّهم ] سامٌ وحَامٌ ويافثُ ، انتهى . وقوله تعالى : { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى ٱلأَخِرِينَ } معناهُ : ثناءً حسَناً جَميلاً باقياً آخِرَ الدَّهْرِ ؛ قاله ابن عباس وغيره ، و { سَلَـٰمٌ } رفعٌ بالابتداء مُسْتَأنف ، سَلَّمَ اللَّهُ به عليه لِيَقْتَدِيَ بذلك البَشَرُ . * ت * : قال أبو عُمَرَ في « التمهيد » : قال سعيد ـــ يعني : ابن عبد الرحمٰن الجُمَحِيَّ ـــ : بلَغَني أنه مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي : { سَلَـٰمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِى ٱلْعَـٰلَمِينَ } لَمْ تَلْدَغْهُ عَقْرَبٌ ، ذَكَرَ هذا عندَ قولِ النبيّ صلى الله عليه وسلم للأسْلَمِيِّ الذي لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ : " أمَا لَوْ أَنَّكَ قُلْتَ حِينَ أمْسَيْتَ : أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ إنْ شَاءَ اللَّهُ " ، قَالَ أبُو عُمَرَ : وَرَوَى [ ابنُ وَهْبٍ ] هذَا الحديثَ عَنْ مالكٍ يَعْني : حديثَ : " أعوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ " بإسْنَادِهِ مِثْلَ ما في المُوطَّإ ، إلا أنَّه قال في آخره : " لَمْ يَضُرَّكَ شَيْءٌ " انتهى . وقوله تعالى : { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلأَخَرِينَ } قال جماعة من العلماء : إنَّ الغَرَقَ عَمَّ جميعَ النَّاسِ ، وأسْنَدُوا في ذلك أحَادِيثَ ، قَالُوا : وَلَمْ يَكُنِ الناسُ حينئذٍ بهذهِ الكَثْرَةِ ؛ لأنَّ عَهْدَ آدم كانَ قريباً ، وكانتْ دَعْوَةُ نُوحٍ ونُبُوَّتُهُ قَدْ بَلَغَتْ جميعَهم ، لِطُولِ المدَّةِ واللَّبْثِ فِيهم ، فَتَمادَوْا عَلَى كُفْرِهِمْ ، وَلَمْ يَقْبَلُوا مَا دَعَاهُمْ إليه من عبادةِ الرحمٰنِ ؛ فلذلكَ أغْرَقَ اللَّهُ جميعَهُمْ .