Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 77-86)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِى إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِى إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ * إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } الآية ، « الرَّجِيمُ » أي : المرجُومُ بالقولِ السَّيِّىءِ ، واللعنةَ : الإبْعَادُ . وقوله سبحانه : { فَٱلْحَقُّ وَٱلْحَقَّ أَقُولُ } قال مجاهدٌ : المعنى : فالحقُّ أنا ، وقرأ الجمهور : « فالْحَقَّ وَالحَقَّ » بِنَصْبِ الاثْنَيْنِ ، فأما الثاني ، فمنصوبٌ بـ « أقول » وأما الأوَّلُ فَيَحْتَمِلُ أنْ يَنْتَصِبَ عَلَى الإغْرَاءِ ، ويحتملُ أنْ ينتصبَ على القَسَمِ ، على إسقاط حرفِ القَسَمِ ، كأنه قال : فَوَالحَقِّ ؛ ثم حَذَفَ الحَرْفَ ؛ كَمَا تَقُولُ : اللَّهَ ، لأَفْعَلَنَّ ، تريدُ واللَّهِ ؛ ويقوِّي ذلك قولُه : { لأَمْلاَنَّ } وقد قال سِيبَوَيْهِ : قلتُ للخَلِيلِ : ما معْنَى : « لأَفْعَلَنَّ » إذا جاءتْ مبتدأَةً ؟ فقال : هي بتقديرِ قَسَمٍ مَنْوِيٍّ ، وقالَتْ فرقةٌ : « الحَقَّ » الأول منصوبٌ بفعلِ ومُضمر ، وقرأ ابن عباس : « فَالحَقُّ وَالحَقُّ » برفعِ الاثنين ، وقرأ عاصمٌ وحمزة : « فَالحَقُّ » بالرفع ، وَ « الحَقَّ » ـــ بالنصب ـــ ، وهي قراءةُ مجاهدٍ وغيرِه . ثم أمر تعالى نبيَّه [ أنْ ] يخبرَهم بأنه ليس بسائلٍ منهم عليه أجراً وأنه ليس ممن يتكَلَّفُ ما لم يُجْعَلْ إليه ، ولا يَخْتَلِي بغيرِ ما هُوَ فيه ، قال الزُّبَيْرُ بْنُ العَوَّامِ : نادَىٰ منادِي النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " اللَّهُمَّ ، اغْفِرْ لِلَّذِينَ لاَ يَدَّعُونَ ، ولاَ يَتَكَلَّفُونَ ؛ أَلاَ إنِّي بَرِيءٌ مِنَ التَّكَلُّفِ وَصَالِحُو أُمَّتِي " .