Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 124-125)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتَ } ، دخلَتْ « من » للتبعيض ؛ إذ الصالحاتُ على الكمالِ ممَّا لا يطيقُهُ البَشَر ؛ ففِي هذا رفْقٌ بالعبادِ ، لكنْ في هذا البَعْضِ الفرائضُ ، وما أمْكَنَ من المندوبِ إلَيْهِ ، ثم قَيَّد الأمر بالإيمان ؛ إذ لا ينفعُ عمَلٌ دونه ، والنَّقِيرُ : النُّكْتَةُ التي في ظَهْر النَّواة ومنه تَنْبُتُ ، وعن ابن عبَّاس : ما تَنْقُرُهُ بأصبعِكَ . ثم أخبر تعالَىٰ إخباراً موقفاً علَىٰ أنه لا أحسن ديناً مِمَّن أسلم وجْهَهُ للَّه ، أي : أخلَص مَقْصِدَهُ وتَوَجُّهَهُ ، وأحْسَنَ في أعماله ، وٱتَّبَعَ الحنيفيَّةَ ملَّةَ إبراهيمَ إمامِ العالَمِ ، وقُدْوَةِ الأديانِ ، ثم ذكَر سبحانه تشريفَهُ لنبيِّه إبراهيم ـــ عليه السلام ـــ ؛ باتخاذه خليلاً ، وسمَّاه خليلاً ؛ إذ كان خُلُوصه ، وعبادتُه ، وٱجتهاده على الغايةِ الَّتي يجري إلَيْها المحبُّ المبالغ ، وذهب قوم ؛ إلى أنهُ سُمِّي خليلاً من « الخَلَّة » ـــ بفتح الخاء ـــ ، أي : لأنه أنزل خَلَّته وفاقته باللَّه تعالَىٰ ، وكذلك شَرَّف اللَّه نبيَّنا محمداً صلى الله عليه وسلم بالخَلَّة ؛ كما هو مصرَّح به في الحديثِ الصحيحِ .