Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 69-77)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَـٰدِلُونَ فِى ءَايَـٰتِ ٱللَّهِ … } الآيَةُ في الكُفَّارِ المُجَادِلِينَ في رِسَالَةِ نبيِّنا محمَّد ـــ عليه السلام ـــ و { يُسْحَبُونَ } معناه يُجَرُّونَ ، والسَّحْبُ : الجَرُّ والحَمِيمُ الذائبُ الشديدُ الحَرِّ من النَّارِ ، و { يُسْجَرُونَ } : قال مجاهد : معناه تُوَقَدُ النَّارُ بهِم ، والعَرَبُ تَقُول ؛ سَجَرْتُ التَّنُّورَ : إذا مَلأْتَهُ نَاراً ، وَقَالَ السُّدِّيُّ : يُسْجَرُونَ : يَحْرَقُونَ ، ثم أخْبَرَ تعالى ؛ أنهم يُقَالُ لهم : أين الأصْنَامُ التي كُنْتُم تَعْبُدونَ في الدنيا ؟ فيقولون : ضَلُّوا ، أي : تلفوا لنا وغَابوا ، ثُمَّ تضْطَرِبُ أَقْوَالُهُمْ ويَفْزَعُونَ إلى الكَذِبِ ، فيقولونَ : { بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً } ثم يقال لهؤلاءِ الكفَّارِ المعذبين : { ذٰلِكُمْ } : العذابُ الذي أنتم فيه { بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ } في الدنيا بالمعاصي والكفرِ ، و { تَمْرَحُونَ } قال مجاهد : معناه : الأشَرُ والبَطَر . وقوله تعالى : { ٱدْخُلُواْ أَبْوٰبَ جَهَنَّمَ } معناه : يقالُ لَهُمُ قبل هذهِ المحاورةِ في أول الأمْرِ : ادْخُلُوا ؛ لأنَّ هذه المخاطبةَ إنما هي بعدَ دُخولهمِ ، ثم آنَسَ تعالى نبيَّه ، وَوَعَدَهُ بقَولهِ : { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي : في نصرك وإظهار أمرِك ؛ فإنَّ ذلك أَمْرٌ إما أنْ تَرَىٰ بَعْضَهُ في حياتِكَ ، فَتَقَرَّ عَيْنُكَ به ، وإما أنْ تَمُوتَ قَبْلَ ذلك ، فإلَىٰ أمرنا وتَعْذِيبِنَا يَصِيرُونَ ويَرْجِعُونَ . قال أبو حيَّان : و « ما » في « إمَّا » زائدةٌ لتأكِيدِ معنى الشَّرْطِ ، انتهى .