Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 82-85)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ … } الآية ، هذا احتجاجٌ على قريشٍ بما أظهر سبحانه في الأمم السالفةِ من نِقمَاتِهِ في الكفارِ الذين كانوا أَكْثَرَ منهم ، وأشَدَّ قُوَّةً قال أبو حيان : { فَمَا أَغْنَىٰ } « مَا » نافيةٌ أو استفهامية بمعنى النفي ، انتهى . وقوله سبحانه : { فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ } الآية ، الضميرُ في ( جاءتهم ) عائدٌ على الأمم المذكورةِ ، واخْتَلفَ المفسِّرونَ في الضميرِ في { فَرِحُواْ } على مَنْ يَعُودُ ؟ فقال مجاهدٌ وغيره : هو عائد على الأممِ المذكُورِينَ ، أي : فَرِحُوا بما عِنْدَهُمْ من الْعِلْمِ في ظَنِّهِمْ ومُعْتَقَدِهِمْ من أنهم لا يُبْعَثُونَ ولا يحاسَبُونَ ، قال ابن زيد : واغترُّوا بعلمِهِم بالدنيا والمعاش ، وظنوا أنه لا آخرة ؛ فَفَرِحُوا وهذا كقوله تعالى : { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } [ الروم : 7 ] وقالت فرقة : الضميرُ في { فَرِحُواْ } عائدٌ على الرُّسُلِ ، وفي هذا التأويلِ حَذْفٌ وتقديره : فلما جَاءتهم رسُلُهم بالبيناتِ ، كذَّبُوهُمْ فَفَرِحَ الرُّسُلُ بما عندَهم من العلمِ باللَّهِ والثقةِ به ، وبأنه سينصُرُهُمْ ، والضمير في { بِهِمُ } عائدٌ على الكفارِ بلا خِلافٍ ، ثم حَكَىٰ سبحانَهُ حالةَ بَعْضِهِمْ مِمَّنْ آمَنَ بَعْدَ تَلَبُّسِ العذابِ بهِم ، فَلمْ يَنْفَعْهم ذلك ؛ وفي ذكر هذا حضٌّ على المبادرة . و { سُنَتَ } نصبٌ على المصدرِ ، * ت * : وقيل : المعنى : احْذَرُوا سُنَّةَ اللَّهِ ، كقوله : { نَاقَةُ ٱللَّهِ } [ الشمس : 13 ] قَالَ الفَخْرُ ، وقوله : { هُنَالِكَ } : اسْمُ مَكَانٍ مُسْتَعَارٌ للزَّمَانِ ، أي : وخَسِرُوا وقتَ رؤية البأْس ، انتهى ، وصلى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليماً .