Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 1-8)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزَّ وجلَّ : { حمۤ * تَنزِيلُ ٱلْكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ * إِنَّ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ لأَيَـٰتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ } قال أبو حيَّان : أجاز الفَخْرُ الرَّازِي في { ٱلعَزِيزِ ٱلحَكِيمِ } أنْ يكونا صفتينِ لـ « اللَّه » ، وهو الراجح ، أو لـ « الكتاب » ؛ ورُدَّ بأنَّه لا يجوز أنْ يكونا صفتين للكتاب من وجوهٍ ، انتهى . وذكر تبارَكَ وتعالَىٰ هنا الآياتِ الَّتِي في السَمٰوَاتِ والأرضِ مُجْمَلَةً غَيْرَ مُفَصَّلَةٍ ، فكأَنَّها إحالةٌ على غوامِضَ تُثِيرُها الفِكَر ، ويُخْبِرُ بكثير منها الشَّرْعُ ؛ فلذلك جعلها للمؤمنين ، ثم ذكر سبحانه خلق البشر والحيوان ، وكأَنَّه أَغْمَضَ ؛ فجعله للموقنين الذين لهم نظر يُؤَدِّيهم إلى اليقين ، ثم ذكر اختلاف الليل والنهار ، والعِبْرَة بالمطرِ والرياحِ ، فجعل ذلك لقومٍ يعقلون ؛ إذ كُلُّ عاقلٍ يُحَصِّلُ هذه ويفهم قَدْرَهَا . قال * ع * : وإنْ كان هذا النَّظَرُ لَيْسَ بلازِمٍ وَلاَ بُدَّ ، فإن اللفظ يعطيه ، والرزق المُنَزَّلُ من السماء هو : المَاءُ ، وسَمَّاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ رِزْقاً بمآلِهِ ، لأَنَّ جَمِيعَ ما يَرْتَزِقُ ، فَعَنِ الماءِ هُوَ . وقوله : { نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ } أي : بالصدق والإعلام بحقائق الأمور في أنفسها . وقال جلَّتْ عظمته : { فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَـٰتِهِ يُؤْمِنُونَ } آية تقريعٍ وتوبيخٍ ، وفيها قُوَّةُ تهديدٍ ، والأَفَّاكُ : الكَذَّابُ الذي يقَعُ منه الإفْكُ مِرَاراً ، والأَثِيمُ : بناءُ مُبَالَغَةٍ ، اسمُ فاعلٍ من أَثِمَ يأْثَمُ ، ورُوِيَ أَنَّ سبب الآية أبو جَهْلٍ ، وقيل : النَّضْرُ بنُ الحَارِثِ ، والصواب أَنَّها عامَّةٌ فيهما وفي غيرهما ، وأَنَّها تَعُمُّ كُلَّ مَنْ دخل تحت الأوصافِ المذكورة إلَىٰ يوم القيامة و { يُصِرُّ } معناه : يَثْبُتُ على عقيدته من الكُفْرِ . وقوله : { فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي : مُؤْلِمٍ .