Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 5-7)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ … } الآية ، رُوِيَ في معنى هذه الآية أَنَّه لَمَّا نزلت : { وَمَا أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلاَ بِكُمْ } [ الأحقاف : 9 ] تَكَلَّمَ فيها أهل الكفر ، وقالوا : كيف نَتَّبِعُ مَنْ لا يعرف ما يُفْعَلُ به وبالناس ؟ ! فَبَيَّنَ اللَّه في هذه السورة ما يفعل به بقوله : { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } فَلَمَّا سمعها المؤمنون قالوا : هنيئاً لك يا رسول اللَّه ، لقد بَيَّنَ اللَّه لك ما يفعل بك ، فما يفعل بنا ؟ فنزلت : { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ جَنَّـٰتٍ } إلى قوله : { مَصِيراً } فعرَّفه اللَّه ما يفعل به وبالمؤمنين وبالكافرين ، وذكر النقاش أَنَّ رجلاً من « عَكَّ » قال : هذا الذي لرسول اللَّه ، فما لنا ؟ فقال النبيُّ ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ : " هِيَ لِي وَلامَّتِي كَهَاتَيْنِ ، وَجَمَعَ بَيْنَ إصْبَعَيْهِ " . وقوله : { وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَـٰتِهِمْ } هو من ترتيب الجمل في السرد ، لا ترتيب وقوع معانيها ؛ لأَنَّ تكفير السيئات قبل إدخالهم الجنة . وقوله : { ٱلظَّانِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } قيل : معناه : من قولهم : { لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ } [ الفتح : 12 ] الآية ، وقيل : هو كونهم يعتقدون اللَّه بغير صفاته العلى . وقوله : { عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ ٱلسَّوْءِ } [ أي : دائرة السوء ] الذي أرادوه بكم في ظَنِّهم السوءَ ، ويقال للأقدار والحوادث التي هي في طَيِّ الزمان : دائرة ، لأَنَّها تدور بدوران الزمان .