Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 41-45)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَٱسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } واستمع بمنزلة : وانتظر ، وكذا ، أي : كُنْ مُنتظراً له ، مستمعاً له ، فعلى هذا فَنَصْبُ « يوم » إنَّما هو على المفعول الصريح . وقوله سبحانه : { مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } قيل : وصفه بالقرب من حيث يسمع جميع الخلق ، ورُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ مَلَكاً يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ : أَيَّتُهَا الأَجْسَامُ الْهَامِدَةُ ، وَالْعِظَامُ الْبَالِيَةُ ، ـــ وَالرِّمَمُ الذَّاهِبَةُ ـــ هَلُمِّي إلَى الْحَشْرِ وَالْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " والصيحة : هي صيحة المنادي ، والخروج : هو من القبور ، ويومُه هو يومُ القيامة ، ويومُ الخروج في الدنيا : هو يوم العيد . وقوله تعالى : { ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ } : معادل لقول الكفرة : { ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ } [ ق : 3 ] . وقوله سبحانه : { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ } وعيد محض للكفرة . وقوله سبحانه : { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } قال الطبري وغيره : معناه : وما أنت عليهم بمُسَلَّطٍ ، تُجْبِرُهُمْ على الإيمان . وقال قتادة : هو نهيٌ من اللَّه تعالى عن التجبر ، والمعنى : وما أنت عليهم بمتعظم من الجبروت ، وروى ابن عباس أَنَّ المؤمنين قالوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ خَوَّفْتَنَا ! فَنَزَلَتْ : { فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } .