Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 60, Ayat: 12-13)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله عز وجل : { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتُ يُبَايِعْنَكَ … } الآية : هذه بيعة النساء في ثاني يوم الفتح على الصَفَا ، وهي كانت في المعنى بَيْعَةِ الرجال قَبْلَ فرض القتال . * ت * : وخرَّج البخَاريُّ بسنده عن عائِشَةَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ إلَيْهِ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ بِهٰذِهِ الآيَةِ : { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتُ يُبَايِعْنَكَ } الآية . وكذا روى البخاريُّ من طريق ابن عباس أَنَّهُ ـــ عليه السلام ـــ تَلاَ عَلَيْهِنَّ الآيةَ يَوْمَ الْفِطْرَ عَقِبَ الصَّلاَةِ ، وَنَحْوُهُ عن أُمِّ عطيةَ في البخاري : " وَقَرَأَ عَلَيْهِنَّ الآيَةَ أيْضاً في ثَانِي يَوْمِ فَتْحِ مَكَّةَ " وكلام * ع * : يُوهِمُ أَنَّ الآيةَ نزلت في بيعة النساء يومَ الفتح ، وليس كذلك ؛ وإنَّما يريد أَنَّه أعاد الآيةَ على مَنْ لم يبايعه من أهل مَكّة ؛ لِقُرْبِ عهدهم بالإسلام ، واللَّه أعلم ، والإتيان بالبهتان : قال أكثر المفسرين : معناه أنْ تَنْسِبَ إلى زوجها ولداً ليس منه ، قال * ع * : واللفظ أَعَمُّ من هذا التخصيص . وقوله تعالى : { وَلاَ يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ } : يعم جميع أوامر الشريعة ، فَرْضَهَا وَنَدْبَهَا ، وفي الحديث : " أَنَّ جَمَاعَةَ نُسْوَةٍ قُلْنَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نُبَايِعُكَ عَلَى كَذَا وَكَذَا الآية ، فَلَمَّا فَرَغْنَ قَالَ صلى الله عليه وسلم : فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ ، فَقُلْنَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنَّا لأَنْفُسِنَا " وقوله تعالى : { فَبَايِعْهُنَّ } أي : أمض لَهُنَّ صفقة الإيمان ؛ بأنْ يُعْطِينَ ذلك من أنفسهن ، ويُعْطَيْنَ عليه الجَنَّةَ ، واخْتُلِفَ في هيئة مبايعته صلى الله عليه وسلم النساءَ بعد الإجماع على أَنَّهُ لم تَمَسَّ يَدُهُ يَدَ امرأة أجنبيَّةٍ قَطُّ ؛ والمرويُّ عن عائشةَ وغيرِها : " أَنَّهُ بَايَعَ بِاللِّسَانِ قَوْلاً ، وقال : إنَّما قَوْلِي لِمِائَةِ ٱمْرَأَةٍ كَقَوْلِي لامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ " . و { قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } : هم اليهود في قول ابن زيد وغيره ، ويأسهم من الآخرة : هو يأسهم من نعيمها مع التصديق بها ، وقال ابن عباس : { قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } : في هذه الآية كُفَّارُ قريش . وقوله : { كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّـٰرُ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْقُبُورِ } : على هذا التأويل هو على ظاهره في اعْتِقَادِ الكَفَرَةِ إذَا مَاتَ لَهُمْ حَمِيمٌ قَالوا : هَذَا آخِرُ العَهْدِ بِهِ لاَ يُبْعَثُ أبَداً .