Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 60, Ayat: 2-3)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَاءً … } الآية : أخبر تعالى أَنَّ مُدَارَاةَ هؤلاء الكفرة غيرُ نافعة في الدنيا ، وأَنَّها ضارَّةٌ في الآخرة ؛ ليبين فسادَ رأي مُصَانِعِهِمْ ، فقال : { إِن يَثْقَفُوكُمْ } أي : إنْ يتمكنوا منكم وتحصلوا في ثقافهم ظهرت عداوتهم ، وانبسطت إليكم أيديهم بِضَرَرِكُمْ وَقَتْلِكُمْ ، وانبسطت ألسنتُهم بسبِّكم ، وأَشَدُّ من هذا كله إنَّما يقنعهم أَنْ تكفروا ، وهذا هو ودهم ، ، ثم أخبر تعالى أنَّ هذه الأرحامَ التي رغبتم في وصلها ، ليستْ بنافعة يومَ القيامة ، فالعامل في { يَوْمَ } قوله { تَنفَعَكُمْ } ، وقيل : العامل فيه { يُفَصِلُ } وهو مِمَّا بعده لا مِمَّا قبله ، وعبارةُ الثعلبيِّ { لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَـٰمُكُمْ } أي : قرابتكم منهم { وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ } : الذين عندهم بمكة { يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } : إذا عصيتم اللَّه من أجلهم { يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ } : فيدخل المؤمنون الجنة ، والكافرون النارَ ، انتهى . * ت * : وهذه الآية تنظر إلى قوله تعالى : { وَمَا أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ بِٱلَّتِى تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ } [ سبأ : 37 ] الآية : واعلم أنَّ المال والسبب النافع يوم القيامة ، ما كان لِلَّهِ وقُصِدَ به العونُ على طاعة اللَّه ، وإلاَّ فهو على صاحبه وَبَالٌ وطولُ حساب ، قال ابن المبارك في « رقائقه » : أخبرنا شعبة ، عن عمرو بن مرة قال : سمعت عبد اللَّه بن الحارث يُحَدِّثُ عن أبي كثير ، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي أَنَّه سمعه يقول : ويجمعون ـــ يعني ليوم القيامة ـــ فيقال : أين فقراء هذه الأمة ومساكينُها ؟ فيبرزون ، فَيُقَالُ : ما عندكم ؟ فيقولون : يا رَبَّنَا ، ابْتُلِينَا فَصَبِرْنَا ، وأنت أعلم ، أحسبه ، قال : ووليت الأموال والسلطانَ غَيْرَنا ، فيقال : صدقتم ، فيدخلون الجنة قبل سائر الناس بزمان ، وتبقى شِدَّةُ الحساب على ذَوِي السلطان والأموال ، قال : قلت : فأين المؤمنون يومئذ ؟ قال : توضع لهم كراسيُّ من نور ، ويُظَلِّلُ عليهم الغمامُ ، ويكون ذلك اليومُ أقصرَ عليهم من ساعة من نهار ، انتهى ، وفي قوله تعالى : { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } : وعيدٌ وتحذير .