Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 62, Ayat: 1-5)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } تقدَّم القولُ في مثلِ ألفاظِ الآيةِ ، والمرادُ بالأمِّيِّينَ جميعُ العربِ ، واخْتُلِفَ في المَعْنِيِّين بقوله تعالى : { وَءَاخَرِينَ مِنْهُمْ } فقال أبو هريرةَ وغيره : أراد فارس " وَقَد سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : مَنِ الآخَرُونَ ؟ فَأَخَذَ بيدِ سُلَيْمَانَ ، وقال : لَوْ كَانَ الدِّينُ في الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلاَءِ " خرَّجه مسلم والبخاريّ ، وقال ابن زيدٍ ومجاهدٌ والضحاكُ وغيرهم : أرادَ جميعَ طوائِفِ الناس ، فقوله : { مِنْهُمْ } على هذين القولين إنما يُرِيدُ في البشريةِ والإيمانِ ، وقال مجاهد أيضاً وغيره : أراد التابعين من أبناء العرب ، فقوله : { مِنْهُمْ } يُرِيدُ في النَّسَبِ والإيمان . وقوله : { لَمَّا يَلْحَقُواْ } نَفْيٌ لما قَرُبَ مِنَ الحَالِ ، والمَعْنَى أنهم مُزْمِعُونَ أنْ يلحقوا ، فهي « لَمْ » زِيدَتْ عَلَيْهَا « ما » تأكِيداً . و { ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ } هم بنو إسرائيل الأحبارُ المعاصرون للنبي صلى الله عليه وسلم ، و { حُمِّلُواْ } معناه كُلِّفُوا القيامَ بأوامرِها ونواهيها ، فهذا كما حُمِّلَ الإنسانُ الأمانَةَ ، وذكر تعالى أنهم لم يحملوها ، أي : لم يُطِيعُوا أمْرَها ويَقِفُوا عند حدودِها حين كذَّبُوا نبيَّه محمداً صلى الله عليه وسلم ، والتوراةُ تنطقُ بنبوتهِ ، فكان كلُّ حَبْرٍ لم ينتَفِعْ بما حُمِّلَ كَمَثَلِ حِمَارٍ عليه أسفارٌ ، وفي مصحف ابن مسعود « كَمَثَلِ حِمَارٍ » بِغَيْرِ تعريفٍ ، والسِّفْرُ الكتَابُ المجتمعُ الأوراقِ منضدة . وقوله : { بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ } التقدير : بِئْسَ المثلُ مثلُ القومِ الذين كذبوا بآياتِ اللَّه ، * ص * : وَرُدَّ بأَنَّ فيه حدفَ الفاعلِ ولا يجوزُ ، والظاهرُ أنَّ { مَثَلُ ٱلْقَوْمِ } فَاعِلُ { بِئْسَ } ، و { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ } هو المخصوصُ بالذَّمِّ على حذف مضافٍ ؛ أي : مثَلُ الذينَ كذَّبوا ، انتهى .