Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 66, Ayat: 6-9)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً … } الآيةُ ، { قُواْ } معناه اجْعَلُوا وِقَايَةً بينكم وبينَ النارِ ، وقوله : { وَأَهْلِيكُمْ } معناه بالوَصِيَّةِ لهم والتقويم والحَمْلِ على طاعةِ اللَّه ، وفي الحديثِ : " رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَال : يا أهْلاَهُ صَلاَتَكُمْ ، صِيَامَكُمْ ، [ زَكَاتَكُمْ ] ، مِسْكِينَكُمْ ، يَتِيمَكُمْ " * ت * : وفي « العتبية » عن مالكٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ اللَّهَ أذِنَ لي أنْ أتَحَدَّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ ، إنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ وَعَاتِقِهِ لَمَخْفِقَ الطَّيْرِ سَبْعِينَ عَاماً " ، انتهى ، وباقي الآية في غَايَةِ الوضوحِ ، نَجَانَا اللَّهُ مِنْ عَذَابه بِفَضْلِه ، والتوبةُ فَرْضٌ على كلِّ مسلمٍ ، وهي الندمُ على فَارِطِ المعصيةِ ، والعَزْمُ عَلى تَرْكِ مِثلِها في المستقبل ، هذا من المتمكن ، وأما غيرُ المتمكِّنِ كالمَجْبُوبِ في الزِّنَا فالندمُ وحدَه يكفيه ، والتوبةُ عِبادَةٌ كالصَّلاَةِ ، وغيرها ، فإذا تَابَ العبدُ وَحَصَلَتْ توبتُه بشروطِها وقبلت ، ثم عَاوَدَ الذنبَ فتوبتُه الأولَى لا تفسدُها عَوْدَةٌ بل هي كسَائِرِ مَا تَحَصَّلَ من العباداتِ ، والنَّصُوح بناءَ مبالغةٍ من النُّصْحِ ، أي : توبة نَصَحَتْ صَاحِبها ، وأرْشَدَتْه ، وعن عمرَ : التوبةَ النصوحُ : هي أن يتوبَ ثم لا يعودُ ولا يريدُ أن يعودَ ، وقال أبو بكر الوَرَّاق ، هي أن تَضِيقَ عليكَ الأرْضُ بما رَحُبَتْ كتوبةِ الذين خُلِّفُوا . " ورُوِيَ في معنى قولِه تعالى : « يوم لا يخزي اللَّه النبي » أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَضَرَّعَ مَرَّةً إلى اللَّه ـــ عز وجل ـــ في أمْرِ أُمَّتِهِ ، فأوحَى اللَّه إلَيْهِ إنْ شِئْتَ جَعَلْتُ حِسَابَهُمْ إلَيْكَ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، أَنْتَ أَرْحَمُ بِهِمْ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَىٰ : إذَنْ لاَ أُخْزِيَكَ فِيهِمْ " . وقولُه تَعَالَى : { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ } يَحْتَمِل : أن يكونَ معطوفاً عَلى النبيِّ فيخرجُ المؤمِنونَ من الخزي ، ويحتملُ : أنْ يَكُونَ مبتدأً ، و { نُورُهُمْ يَسْعَىٰ } : جملةٌ هِي خبرُه ، وقولهم : { أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا } قال الحسنُ بن أبي الحسن : هو عِنْدَما يَرَوْنَ مِنِ انْطِفَاءِ نورِ المنافقين حَسْبَمَا تقدم تفسيرُه ، وقيل : يقوله من أُعْطِي منَ النور بقدر ما يَرَى موضعَ قدميه فقط ، وباقي الآية بيَّن مما تقدم في غيرِ هذا الموضع .