Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 34-37)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } خُصَّتْ هذه الخلةُ بالذكرِ ، لأنَّها من أضَرِّ الخِلاَلِ بالبشر ؛ إذا كثُرَتْ في قوم هَلَكَ مساكينُهم ، * ت * : ونَقَلَ الفخرُ عن بعض الناس أنه قال في قوله تعالى : { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } : دليلانِ قويَّانِ على عِظَمِ الجرْمِ في حِرْمَانِ المساكين ، أحدهما : عَطْفُه على الكفرِ وجَعْلُه قريناً له ، والثاني : ذِكْرُ الحضِّ دُونَ الفِعْلِ ليعلمَ أنَّه إذا كانَ تاركَ الحضِّ بهذه المنزلةِ ، فكيفَ بمن ترك الفِعْل ، قال الفخر : ودلتِ الآية على أنَّ الكفارَ يُعَاقَبُونَ على ترك الصلاةِ والزكاةِ ، وهو المرادُ من قولنا : إنهم مخاطَبُون بفروعِ الشريعة وعن أبي الدَّرْدَاءِ أنه : كانَ يَحُضُّ امرأتَه على تكثيرِ المَرَقِ ؛ لأجْلِ المساكينِ ، ويقول : خَلَعْنَا نصفَ السلسلةِ بالإيمَانِ ، أَفَلاَ نَخْلَعُ النصفَ الثاني ، انتهى . وقوله : { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَـٰهُنَا حَمِيمٌ } أي صَدِيقٌ لطيفُ المودةِ ؛ قاله الجمهور ، وقيلَ : الحميمُ الماءُ السُّخْنُ ، فكأنه تعالى أخبرَ أنَّ الكافرَ ليس له ماءٌ ولا شيءٌ مائعٌ ولا طَعَامٌ إلا مِنْ غِسْلينٍ ، وهو ما يَجْرِي من الجَرَاحِ ، إذا غَسِلَتْ ، وقال ابن عباس : الغسلينُ هو صَدِيدُ أهْلِ النار ، وقال قَوم : الغسلينُ : شيءٌ يجري من ضَرِيع النارِ ، * ص * : { إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } أبو البقاء النونُ في : ( غسلين ) زائدةٌ : لأنه غُسَالَةُ أهلِ النار ، انتهى ، والخاطىء الذي يفعل ضدَّ الصوابِ .