Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 28-30)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : وإذا فَعَلُوا وما بعده دَاخِلٌ في صفة الذين لا يؤمنون ، والفاحشة في هذه الآية ، وإن كان اللفظ عَامّاً هي كَشْفُ العَوْرَةِ عند الطَّوَافِ ، فقد روي عن الزهري أنه قال : إن في ذلك نزلت هذه الآية . وقاله ابنَ عَبَّاسٍ ومجاهد . وقوله عز وجل : { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ } تضمن معنى اقسطوا ، ولذلك عطف عليه قوله : { وَأَقِيمُواْ } حملاً على المعنى ، والقِسْطُ العَدْلُ واختلف في قوله سبحانه : { وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } فقال مجاهد ، والسدي : أراد إلى الكعبة ، والمقصد على هذا شَرْعُ القبلة والتزامها . وقيل : أراد الأمر بإحضار النية لله في كُلِّ صَلاَةٍ ، والقصد نحوه ، كما تقول : وَجَّهْتُ وَجْهِي لله قاله الربيع . وقيل : المراد إبَاحَةُ الصلاة في كُلِّ موضع من الأرض ، أي : حيث ما كنتم فهو مَسْجِدٌ لكم تلزمكم عند الصَّلاَةِ إقامة وجوهكم فيه لله عز وجل . وقوله سبحانه : { كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } قال ابن عَبِّاسٍ ، وقتادة ، ومجاهد : المعنى : كما أوجدكم ، واخترعكم ، كذلك يعيدكم بعد الموتِ والوقف على هذا التأويل تعودون و « فريقاً » نصب بــ « هدى » والثاني منصوب بِفِعْلٍ تقديره : وعذب فريقاً . وقال جابر بن عبد اللَّه وغيره ، وروي معناه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المُرَادَ الإعلام بأن مَنْ سَبَقَتْ له من اللَّه الحُسْنَى ، وكتب سعيداً كان في الآخِرَةِ سَعِيداً ، ومن كتب عليه أنه من أَهْلِ الشَّقَاءِ ، كان في الآخرة شَقِيًّا ، ولا يتبدَّل من الأمور التي أحكمها وَدَبَّرَهَا ، وأنفذها شيء ، فالوقف في هذا التأويل في قوله : { تَعُودُونَ } غير حسن { وَفَرِيقاً } على هذا التأويل نصب على الحال ، والثاني عطف على الأول . { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } معناه : يظنُّونَ . قال الطبري : وهذه الآية دَلِيلٌ على خَطَإ من زَعَمَ أن اللَّه لا يعذب أحداً على معصية ركبها ، أو ضلالة اعتقدها ، إلا أن يأتيها على عِلْمٍ منه بموضع الصواب .