Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 34-36)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } المعنى : ولكل أمة أجل مُؤَقَّت لمجيء العَذَابِ إذا كفروا ، وخالفوا أَمْرَ ربهم ، فأنتم أيتها الأمة كذلك . قاله الطبري وغيره . وقوله : { سَاعَةً } لفظ عين به الجزء القليل من الزمان ، والمراد جميع أجزائه ، والمعنى : لا يستأخرون سَاعَة ، ولا أقل منها ، ولا أكثر . وقوله عز وجل : { يَـٰبَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَـٰتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } الخِطَابُ في هذه الآية لجميع العالم ، و « إن » هي الشرطية دخلت عليها « ما » مؤكدة ، وكان هذا الخطاب لجميع الأُمم قَدِيمِها وحَدِيثِهَا هو متمكن لهم ، ومتحصِّل منه لحاضري نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن هذا حُكْمُ اللَّه في العالم منذ أنشأه ، { ويَأْتِيَنَّكُمْ } مستقبل وُضِعَ موضع ماضٍ ليفهم أن الإتيان بَاقٍ وَقْتَ الخطاب ، لِتَقْوَى الإشارة بصِحَّةِ النبوءة إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا على مُرَاعَاةِ وَقْتِ نزول الآية . وأسند الطَّبَري إلى أبي سَيَّارٍ السُّلمي قال : " إن اللَّه سبحانه خَاطَبَ آدم وذُريته ، فقال : { يَـٰبَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ … } الآية : قال : ثم نَظَر سبحانه إلى الرُّسُل ، فقال : { يَٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَٱعْمَلُواْ صَـٰلِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ … } [ المؤمنون : 51 ، 52 ] " الحديث . قال * ع * : ولا مَحَالَةَ أن هذه المُخَاطَبَة في الأزل . وقيل : المراد بالرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ذَكَرَهُ النقاش { ويَقُصُّونَ } أي : يسردون ، ويوردون ، « والآيات » لَفْظٌ جامع لآيات الكُتُب المنزلة ، وللعلامات التي تقترن بالأنبياء ، ونفي الخوف والحزن يعم جَمِيعَ أنواع مَكَارِهِ النَفس وأَنْكَادِهَا .