Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 40-42)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوٰبُ ٱلسَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ } الآية ، هذه الآية عامة في جميع الكَفَرَةِ قديمهم وحديثهم . قرأ نافع وغيره : « تُفَتَّح » بتشديد التاء الثانية ، وقرأ أبو عمرو : « تُفْتَح » بالتاء أيضاً وسكون الفاء ، وتخفيف الثانية ، وقرأ حمزة « يفتح » بالياء من أسفل ، وتخفيف التاء ، ومعنى الآية : لا يرتفع لهم عَمَلٌ ، ولا روح ، ولا دعاء ، فهي عامة في نفي ما يوجب للمؤمنين . قاله ابن عباس ، وغيره . ثم نفى سبحانه عنهم دُخُولَ الجنة ، وعلق كونه بِكَوْنٍ محال ، وهو أن يدخل الجمل في ثُقْبِ الإبرة حيث يدخل الخَيْطُ ، والجمل كما عهد ، والسَّمّ كما عهد ، وقرأ جمهور المسلمين « الجمل » واحد الجمال ، وقرأ ابن عباس « الجُمّل » بضم الجيم وتشديد الميم ، وهو حَبْلُ السفينة والسَّمُّ : الثقب من الإبرة وغيرها ، و { كَذَٰلِكَ } أي : وعلى هذه الصفة ، وبمثل هذا الحتم ، وغيره نجزي الكفرة وأهل الجَرَائِمِ على اللَّه . { لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ } أي : فراش ، ومسكن ، ومضجع يتمهَّدُونه ، وهي لهم غَوَاشٍ جمع غاشية ، وهي ما يَغْشَى الإنسان أي : يغطيه ، ويستره من جهة فَوْق . وقوله سبحانه : { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } هذه آية وعد مخبرةٌ أن جميع المؤمنين هم أصْحَابُ الجنة ، ولهم الخُلْدُ فيها ، ثم اعترض فيها القَوْل بعقب الصِّفَةِ التي شرطها في المؤمنين باعتراض يُخَفِّفُ الشرط ، ويرجى في رحمة اللَّه ، ويعلم أن دينه يُسْر ، وهذه الآية نصٌّ في أن الشريعة لا يَتَقَرَّرُ من تكاليفها شَيْءٌ لا يُطَاقُ ، وقد تقدم ذلك في « سورة البقرة » . « والوُسْعُ » معناه : الطاقة ، وهو القدر الذي يَتَّسِعُ له البشر .