Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 22-23)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } أي : إلا المؤمنينَ الذين أمْرُ الآخِرَةِ عليهم أوْكَدُ مِنْ أمْرِ الدنيا ، والمعنى أن هذَا المعنى فِيهم يَقِلُّ لأنهم يُجَاهِدُونَه بالتقوى . وقوله : { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ } أي : مواظِبُون ، وقد قال ـــ عليه السلام ـــ " أَحَبُّ العَمَلِ إلَى اللَّه مَا دَامَ عليه صاحبُه " * ت * : وقد تقدم في سورةِ « قَدْ أَفْلَحَ » ما جَاءَ في الخشوعِ ، قَالَ الغزاليُّ : فَيَنْبَغِي لك أنْ تفهمَ ما تقرؤه في صلاتِك ولاَ تَغْفُلَ في قراءَتِك عن أمْرِه سبحانَه ، ونهيه ، وَوَعْدِه ، وَوَعِيده ، ومواعظِه وأخبارِ أنبيائِه ، وذِكْرِ مِنَّتِه وإحْسَانِه ، فلكلِّ واحدٍ حَقٌّ ؛ فالرجَاءُ حق الوَعْدِ ، والخَوْفُ حقُّ الوعيد ، والعَزْمُ حق الأمْرِ والنّهي ، والإتِّعاظُ حقُّ الموعِظَة ، والشكرُ حقُّ ذكر المِنَّةِ ، والاعتبارُ حق ذِكْر أخبارِ الأنبياء ، ، قال الغزالي : وتكونُ هذه المعاني بِحَسَبِ دَرَجَاتِ الفَهْمِ ، ويكونُ الفَهْمُ بِحَسَبِ وُفُورِ العلمِ . وصَفَاءِ القلب ، ودَرَجَاتُ ذلكَ لاَ تَنْحَصِرُ ، فهذا حقُّ القراءةِ وهُوَ حَقُّ الأَذْكَارِ ، والتسبيحاتِ أيضاً ، ثم يُرَاعى الهيئةَ في القراءةِ ، فيرتِّلُ ولا يَسْرُدُ فإن ذلك أيْسَرُ للتأمُّلِ ، ويُفَرِّقُ بَيْن نَغْمَاتِه في آياتِ الرحمةِ وآياتِ العذاب ، والوعد والوعيد ، والتحميدِ والتعظيمِ ، انتهى من « الإحياء » ، ورَوَى ابن المبارك في « رقائقه » قال : أخبرنا ابن لَهِيعَةَ عن يزيد بن أبي حَبِيبٍ أنَّ أبا الخير حدَّثَهُ قال : سَأَلْنَا عقبةَ بنَ عامرٍ الجهنيَّ عن قوله ـــ عز وجل ـــ : { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ } أهُمُ الذين يصلُّون أبَداً ؟ قال : لا ، ولكنَّه الذي إذا صلى لم يلتفتْ عن يمينهِ ، ولا عن شماله ، ولا خَلْفَه ، انتهى .