Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 38-44)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { أَيَطْمَعُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } نزلتْ لأَنَّ بعضَ الكفارِ قال : إنْ كَانَتْ ثَمَّ آخرةٌ وجنةٌ فنحنُ أهْلها ؛ لأَنَّ اللَّهَ تعالى لم يُنْعِمْ علينا في الدنيا بالمال والبنِين ، وغيرِ ذلك ؛ إلا لرضَاه عنا . وقوله تعالى : { كَلاَّ } رَدُّ لقولِهم وَطَمَعِهم ، أي : ليس الأمْرُ كذلك ، ، ثم أخبرَ تَعَالَى عَنْ خَلْقِهِم من نطفةٍ قَذِرَةٍ ، وأحالَ في العبارةِ عَلى عِلْمِ الناسِ ، أي : فمن خُلِقَ من ذلكَ فَلَيْسَ بنفسِ خَلْقِهِ يُعْطَى الجنةَ ، بلْ بالإيمَانِ والأَعْمَالِ الصالحةِ ، ورَوَى ابن المباركِ في « رقائقه » قال : أخبرنا مالك بن مغول ؛ قال : سمعت أبا ربيعة يحدِّثُ عن الحسن ؛ قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " كُلُّكُم يُحِبُّ أنْ يُدْخَلَ الجَنَّةُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاءَكَ ، قَالَ : فَأَقْصِرُوا مِنَ الأَمَلِ ، وثَبِّتُوا آجَالَكُمْ بَيْنَ أَبْصَارِكُمْ ، واسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كُلُّنَا نَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ ، قَالَ : لَيْسَ كَذَلِكَ الحَيَاءُ ، ولٰكِنَّ الحَيَاءَ مِنَ اللَّهِ أَلاَّ تَنْسَوُا المَقَابِرَ وَالْبِلَىٰ ، وَلاَ تَنْسَوُا الجَوْفَ وَمَا وَعَىٰ ، وَلاَ تَنْسَوُا الرَّأْسَ وَمَا حَوَىٰ ، وَمَنْ يَشْتَهِي كَرَامَةَ الآخِرَةِ يَدَعُ زِينَةَ الدُّنْيَا ، هُنَالِكَ ٱسْتَحْيَا الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ ، هُنَالِكَ أصَابَ وِلاَيَةَ اللَّهِ " ، انتهى ، وقد روِّينَا أكْثَرَ هَذا الحدِيثِ ، من طريقِ أبي عيسى الترمذي ، وباقي الآيةِ تَقَدَّم تفسيرُ نظيرِه ، والأَجْدَاثُ القبُورَ ، والنُّصُبُ : ما نُصِبَ للإنْسَانِ فهو يَقْصِدُه مسرعاً إليه من عَلَمٍ أو بناءٍ ، وقال أبو العالية : { إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ } : معناه : إلى غَايَاتٍ يَسْتَبِقُونَ ، و { يُوفِضُونَ } : معناه : يسرعونَ ، و { خَـٰشِعَةٌ } : أي : ذليلةٌ منكسِرَة .