Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 1-3)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ } هؤلاءِ النفرُ من الجنِّ هم الذين صَادَفُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ ببطنِ نخلةٍ في صَلاَةِ الصِّبْحِ ، وقد تَقَدَّمَ قَصَصَهم في سورةِ الأحقافِ ، وقولُ الجن : { إِنَّا سَمِعْنَا … } الآيات ، هو خطابٌ منهم لِقَوْمهم . و { قُرْآناً عَجَباً } : معناه : ذَا عَجَبٍ ؛ لأن العَجَبَ مصدرٌ يقعُ من سَامِعِ القرآن لبراعتِه وفصاحتِه ومُضَمَّناتِه . وقوله : { وَأَنَّهُ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا } قَالَ الجمهورُ : معناه : عَظَمَةُ ربنا ، وروي عن أنسٍ أنه قال : كان الرجلُ إذا قَرَأ البَقَرَةَ ، وآلَ عمرانَ جَدَّ في أعيننا ، أي : عَظُم ، وعن الحسن : { جَدُّ رَبِّنَا } غِنَاهُ وقال مجاهد : ذِكْرُهُ ، وقال بعضهم : جَلاَلُه ، ومَنْ فَتَح الألِفَ من قوله : { وَأَنَّهُ تَعَـٰلَىٰ } اخْتَلَفُوا في تأويلِ ذلك ، فقال بعضُهم : هو عَطْفٌ على { أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ } فيجيءُ عَلَى هذا قولُه تعالى : { وَأَنَّهُ تَعَـٰلَىٰ } مما أُمِرَ أنْ يقولَ النبيَّ إنَّه أوحي إليه ، ولَيْسَ هو من كلامِ الجنِّ ، وفي هذا قَلَقٌ ، وقال بعضهم : بل هو عطف على الضمير في { بِهِ } كأنه يقول : فآمنا به وبأنه تعالى ، وهذا القول أبْيَنَ في المعنى ، لكنَّ فيه من جهةِ النحو العطفَ على الضميرِ المخفوضِ دُونَ إعَادَةِ الخَافِضِ ، وذلك لاَ يَحْسن * ت * : بلْ هُوَ حَسَنٌ ؛ إذ قَدْ أتى في النظم والنَّثْرِ الصحيحِ ، مُثْبَتاً ، وقرأ عكرمة : « تعالَىٰ جَدٌّ رَبُّنَا » ـــ بِفَتْحِ الجيمِ وضَمِّ الدالِ وتَنْوِينِهِ ورفْعِ الرَّبِّ ـــ ، كأنه يقول : تعَالَى عَظِيمٌ هو ربُّنا ، فَـ « رَبُّنَا » بدَلٌ والجَدُّ : العَظِيمُ في اللغةِ ، وقرأ أبو الدرداء : « تَعَالَىٰ ذِكْرُ رَبِّنَا » ورُوي عنه : « تعالَىٰ جَلاَلُ رَبِّنَا » .