Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 34-40)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { أَوْلَىٰ لَكَ } : وعيد . { فَأَوْلَىٰ } وعيد ثانٍ ، وكرَّر ذلك ؛ تأكيداً ، ومعنى { أَوْلَىٰ لَكَ } الازدجار والانتهار ، والعرب تستعمل هذه الكلمة زجراً ؛ ومنه فأولى لهم طاعة ، " ويُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبَّبَ أَبَا جَهْلٍ يَوْماً في البَطْحَاءِ وَقَالَ لَهُ : « إنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ { أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } » " فنزل القرآن على نحوها ؛ وفي شعر الخنساء : [ المتقارب ] @ هَمَمْتُ بِنَفْسِيَ كُلَّ الْهُمُومِ فَأَوْلَىٰ لِنَفْسِيَ أَوْلَىٰ لَهَا @@ وقوله تعالى : { أَيَحْسَبُ } : توبيخ و { سُدًى } : معناه : مُهْمَلاً لا يُؤْمَرُ ولا يُنْهَى ، ثم قَرَّر تعالى أحوال ابن آدم في بدايته التي إذا تُؤُمِّلَتْ لَم يُنْكِرْ معها جوازَ البعث من القبور عاقلٌ ، والعَلَقَةُ القطعة من الدم . { فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ } أي : فخلق اللَّه منه بشراً مركباً من أشياء مختلفة ، فسواه شخصاً مستقلاً ، و { ٱلزَّوْجَيْنِ } : النوعين ، ثم وقف تعالى توقيفَ توبيخ بقوله : { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَـٰدِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِىَ ٱلْمَوْتَىٰ } " رُوِيَ : أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال : بَلَى " ، ورُوِيَ أَنَّه كَانَ يَقُولُ : " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، بلى " انظر « سنن أبي داود » .