Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { يَسْـئَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنفَالِ … } الآية ، النَّفَلُ والنَّافلة ، في كلام العرب : الزِّيَادَةُ على الواجب ، والأكثرُ في هذه الآيةِ أنَّ السؤال إِنما هو عَنْ حُكْمِ الأَنفال ، وقالَتْ فرقةٌ : إنما سألوه الأَنْفَالَ نفْسَها ؛ محتجِّين بقراءة سعد بن أبي وقَّاص وغيره : « يَسْئَلُونَكَ الأَنْفَالَ » وعن أبي أمامة الباهليِّ ، قال : سَأَلْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ عَنِ الأَنْفَال ، فَقَالَ : فِينَا - أَهْلَ بَدْر - نَزَلَتْ ، حِينَ ٱخْتَلَفْنَا ، وَسَاءَتْ أَخْلاَقُنَا ، فَنَزَعَهُ اللَّهُ مِنْ أَيْدِيَنَا ، وَجَعَلَهُ إِلَى رَسُوله صلى الله عليه وسلم وقَسَمَهُ عليه السلام - بَيْنَ المُسْلِمينَ عَلَى بَوَاءٍ - يريد : على سَوَاءٍ - فكان في ذَلِكَ تَقْوَى اللَّه وطَاعَةُ رسوله ، وصلاحُ ذات البين . قال * ع * : ويجيء مِنْ مجموع الآثار المذكُورة هنا ؛ أن نفوسَ أهْلِ بدر تنافَرَتْ ، ووقع فيها ما يَقَعُ في نفوس البَشَرِ ؛ مِنْ إِرادة الأثرة ، لا سيَّمَا مَنْ أَبْلَى ، فأنزل اللَّه عزَّ وجَلَّ الآيةَ ، فَرضِيَ المسلمون ، وسَلَّموا ، فأصْلَح ذاتَ بينهم ، ورَدَّ عليهم غنائمهم . قال بعضُ أهل التأويل ؛ عكرمة ، ومجاهد : كان هذا الحُكْمُ من اللَّه سبحانه لِرَفْعِ الشَّغَبِ ثم نُسِخَ بقوله : { وَٱعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ } [ الأنفال : 41 ] . وهذا أولَى الأقوال وأصحُّها . وقوله سبحانه : { وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ } : تصريحٌ بأنه شَجَرَ بينهم اخْتِلاَفٌ ، ومالت النفوس إِلى التَّشَاحِّ ، و { ذَاتَ } في هذا المَوْضِعِ يُرَادُ بها نَفْسُ الشيء وحقيقته ، والذي يُفْهَمُ من { بَيْنِكُمْ } هو معنى يعم جَمِيعَ الوُصَلِ ، والالْتِحَامَات ، والمَوَدَّات ، وذات ذلك هو المَأْمُور بإِصلاحها ، أي : نفسه وعينه ، وباقي الآية بَيِّنٌ .