Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 4-6)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { أَلا يَظُنُّ } بمعنى : يَعْلَمُ ويتحقق ، وقال * ص * : { أَلا يَظُنُّ } ذَكَر أبو البقاء أن « لا » هنا هي النافيةُ دَخَلَتْ عليها همزةُ الاستفهامِ ، وليستْ « أَلاَ » التي للتنبيهِ والاستفتاح ؛ لأن مَا بَعْدَ « أَلاَ » التنبيهيَّةِ مُثْبَتٌ وهو هنا منفيٌّ ، انتهى ، ، وقيامُ الناس لربِ العالمينَ يومئذٍ ، يختلف الناسُ فيه بحَسْبِ منازِلهم ، ورُوِيَ أنه يُخَفَّفُ عن المؤمنِ حتى يكونَ على قَدْرِ الصلاةِ المكتوبةِ ، وفي هذا القيام هو إلجامُ العَرَقِ للناسِ ؛ كما صرَّح به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديثِ الصحيحِ ، والناسُ أيضاً فيه مختلفون بالتخفيفِ والتشديدِ ، قال ابن المباركِ في « رقائِقه » : أخبرنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عن أبي عثمانَ النهدي عن سلمان ، قال : تُدْنَىٰ الشمسُ من الناسِ يومَ القيامةِ حتى تكونَ من رُؤوسهم قَابَ قوسٍ أو قابَ قوسَينِ فتُعْطي حرَّ عَشْرَ سنين ؛ وليسَ على أحد يومئِذ طِحْرِبة ولا تُرَى فيه عورةُ مؤمِنٍ ولا مؤمنةٍ ، ولا يَضّرُّ حرُّها يومئِذٍ مؤمناً ولا مؤمنَة ، وأما الآخرون ؛ أو قال الكفارُ فَتَطْبُخُهُمْ ، فإنما تقولُ أجوافُهم غَقْ غَقْ ، قال نعيم : الطحربةُ : الخِرْقة انتهى ، ونحوُ هذا للمحاسبي قال في « كتاب التوهُّم » : فإذَا وَافَى الموقفُ أهْلَ السمواتِ السبعِ والأرضينَ السبعِ ؛ كُسِبَتِ الشمسُ حرَّ عَشْرَ سنينَ ، ثم أدْنيتْ من الخلائقِ قَابَ قوسٍ أو قابَ قوسينِ ، فَلاَ ظِلَّ في ذلك اليوم إلا ظلُّ عرشِ ربِّ العالمينَ ، فكم بينَ مستظلِّ بظل العرشِ وبين واقفٍ لحرِّ الشمسِ قد أصْهَرَتْه ؛ واشتدَّ فيهَا كَرْبُه وقلقُه ، فتوهَّمْ نفسَك في ذلكَ الموقفِ ؛ فإنك لا محالةَ واحدٌ منهم ، انتهى ، اللَّهُمَّ ، عَامِلْنَا بِرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ في الدَّارَيْنِ ، فَإنَّهُ لاَ حَوْلَ لَنَا وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ .